ملخص الجهاز:
"و البحث العلمی داخل حقل السوسیو لوجیا یتم ضمن مؤسستین:أولا الجامعات،أی أن هناک و حدات بحث مرتبطة بالجامعات الجزائریة،و یوجد الیوم أربع جامعات(عنابة،قسنطینة،الجزائر،و هران)و لکل جامعة مراکز تابعة لها أو ملاحق تسمی عندنا مراکز جامعیة(مرکز تیزی أوزو،مرکز البلیدة،مرکز أم البواکی فی الشرق،مرکز تلسمان)، و یمکن أن یکون أساتذة علم الاجتماع فرق بحث و یقدموا مشاریع للمجلس العلمی التابع للجامعة أو للمرکز الجامعی التابع لها،لإبداء الرأی حول المشاریع المقترحة،و بعد ذلک ترفع إلی وزارة التعلیم العالی(مدیریة البحث العلمی)حیث توجد لجان لتقویم البحث العلمی فی مختلف الشعب، و من بینها علم الاجتماع.
و لکن هناک،للأسف،مصادر تمویل للبحوث السوسیو لوجیة سخیة جدا،إلا أن هذه المصادر ذات طابع أجنبی،و هی فی أغلبها-إن لم تکن کلها-مشبوهة،بمعنی أنها تتبع فی نهایة المطاف و کالات استخبارات أجنبیة کوکالة الاستخبارات الأمریکیة (CIA) ،و لکنها لا تتعامل بشکل مباشر،بل تأتی من خلال مؤسسات تقدم مبالغ طائلة بالقیاس علی التمویل الضعیف الحکومی أو الرسمی لبعض الباحثین أو الأساتذة،من أجل اجراء بحوث تکون لها فی معظم الأحوال صبغة نفعیة بالنسبة إلیها،أی أن هذه المؤسسات تهدف إلی جمع کل الحقائق و المعلومات و البیانات عن المجتمع العربی بصفة عامة و المجتمع المصری بصفة خاصة،و تهتم أساسا بجماعات القوی و التمردات المحتملة و الثورات الممکنة المصری التی یمکن أن تساهم یوما ما فی أحداث تغییر أو انقلاب فی مصلحة الغرب أو ضده...
و أتمنی أن یقوم معهد العمل الاجتماعی فی طنجة بتکوین أطر اجتماعیة تنظر إلی المجتمع من هذه الوجهة;الاتجاه الثالث،و هو الاتجاه التنظیری-النقدی إن صح التعبیر،و هو الذی یسیطر علی الجامعة و الذی یجعل من علم الاجتماع قلعة مقاومة إن صح التعبیر أیضا،ضد المواقف المحافظة،و یعطی صورة سلبیة حول علم الاجتماع،و سلبیة بالنسبة إلی القیم التنمویة و الاصلاحیة السائدة،بحیث إن علم الاجتماع الجامعی یطرح نفسه کما لو أنه شیء لا یرید المساهمة فی بناء هذا المجتمع انطلاقا من المسلمات التی تنطلق منها الدولة."