ملخص الجهاز:
"و اصطدم الطرفان، فانهزم الروم،ثم أعادوا الکرة فانهزم المسلمون،و لکن العباس بن الولید بن عبد الملک ثبت علی رأس(الساقة)صارخا:«أین أهل القرآن الذین یریدون الجنة؟!»، فقیل له:نادهم یأتوک،فنادی:یا أهل القرآن!فاقبلوا جمیعا،فهزم الله الروم حتی دخلوا(طوانة)6،و حاصرهم المسلمون فی هذه المدینة،و فتحوها فی (1)الطبری(6/426)و ابن الأثیر(4/524)و ابن خلدون(3/153)،و النجوم الزاهرة و فیه افتتح مسلمة بن عبد الملک حصن بولق و حصن الأخرم،و انظر العبر(1/191)و فیه:افتتح مسلمة حصنین فی بلاد الروم،و فی تاریخ الاسلام للذهبی(4/302):و اول ما ولی غزو الروم فی اخر دولة ابیه،فافتتح ثلاثة حصون،و انظر تاریخ خلیفة بن خیاط(1/293) (2)المصیصة:مدینة علی شاطی نهر(جیحان)من ثغور الشام بین انطاکیة و بلاد الروم و تقارب طرطوس،و کانت ذات سور و خمسة أبواب،انظر معجم البلدان(8/80)و المسالک و الممالک (47)و آثار البلاد و أخبار العباد(564).
و لم یستطع المسلمون الذین کانوا بقیادة مسلمة فتح القسطنطینیة من جراء أخطاء سوقیة تعبویة ارتبکتها قیادتهم القادرة،و لا من جراء تهاون قواتهم و ضعفها، و لکنهم أخفقوا فی فتحها لأسباب عسکریة قاهرة:منها مناعتها الطبیعیة و الاصطناعیة التی سهلت أمر الدفاع عنها،و لرصانة أسوارها و خنادقها المحیطة بها قوة و متانة،و لان الحصار من جراء ذلک طال أمده کثیرا فاستغرق ثلاثین شهرا و العرب فی طبیعتهم لا یصبرون علی حصار طویل الامد،لان برد شتاء سنة تسع و تسعین الهجریة(818 م)کان قارسا شدیدا بصورة غیر اعتیادیة1،و العرب لا یتحملون البرد القارس الشدید،و هذا البرد غیر الاعتیادی حرمهم من الامدادات العسکریة و التموینیة،و الجندی لا یقوی علی البرد و هو جائع،و اخیرا و لیس آخرا مقاومتهم بسلاح جدید لا علم لهم بأسلوب الوقایة منه و لیس لدیهم سلاح یقاومه،و هو النار الیونانیة التی فت استعمال الروم لها فی مقاومة العرب بعضدهم و اثر فی معنویاتهم و کبدهم خسائر فادحة بالارواح و السفن و المعدات."