ملخص الجهاز:
"و ذهب ابن جنی(ت 392 هـ)إلی أن أصل هذه الکلمة قولهم:العرب،و ذلک لما یعزی إلیهم من الإعراب و البیان و الفصاحة.
و لما کانت العربیة لغة تتوخی الإیضاح و الإبانة،کان الإعراب إحدی وسائلها لتحقیق هذه الغایة، فلا یستطاع التمییز بین الفنی و التعجب و الاستفهام إلا بالإعراب،لأن الصیغة فیها جمیعا واحدة.
و لعل فیما رواه القفطی فی کتابه إنباه الرواة،فی ترجمة أبی الأسود الدؤلی،من أن:«ابنة لأبی الأسود قالت له:یا أبت ما أشد الحر!فی یوم شدید الحر-فقال لها:إذا کانت الصقعاء من فوقک،و الرمضاء من تحتک.
و قیل:إنه دخل إلی منزله،فقالت له بعض بناته:ما أحسن المساء!قال:أی بنیة،نجومها، فقالت:إنی لم أرد أی شیء منها أحسن؟و إنما تعجبت من حسنها؛فقال:إذا فقولی:ما أحسن السماء!»،أفضل دلیل علی أهمیة الإعراب،و سر جماله.
و ما أحسن ما قال ابن قتیبة(ت 276 هـ)فی العربیة: «و لها الإعراب الذی جعله الله و شیا لکلامها،و حلیة لنظامها،و فارقا فی بعض الأحوال بین الکلامین المتکافئین،و المعنیین المختلفین،کالفاعل و المفعول،لا یفرق بینهما،إذا تساوت حالاهما فی أماکن الفعل أن یکون لکل واحد منهما إلا الإعراب."