ملخص الجهاز:
"لقد کان المسجد فی أیام النبی - صلی الله علیه وسلم مثابة للمجاهدین والمثابة هی مکان اجتماع القائد بجنوده ، وکان المنادی یهتف : الصلاة جامعة حین یتهدد المسلمین خطر من الأخطار ، فیتقاطر المجاهدون زرافات ووحدانا إلی المسجد علیهم السلاح ، لیقاوموا الخطر ویقضوا علی مصدره تنفیذا لخطة قائد واحد ، تحقیقا لهدف واحد ، هو الدفاع عن الإسلام حتی تکون کلمة الله هی العلیا .
(2) سورة الأنعام الآیة 124 (2/467) توقف الفتح : أن المسلمین فی إحدی غزواتهم البحریة لجزیرة من جزر البحر الأبیض المتوسط غلوا ، فنهاهم قائدهم وأنذرهم ، إلا أنهم لم ینتهوا وأعرضوا عن النذر ، فلما أبحرت بواخرهم عائدة بهم إلی قواعدهم فی شمال أفریقیة ، بعث الله علیهم ریحا عاتیة أغرقتهم مع ما حملوه من سحت حرام ، لم ینج منهم غیر قائدهم الذی سلم لأمانته ، فأخبر عن مصیر الذین یغلون فی الغنائم ، خلافا لتعالیم القرآن الکریم والسنة المطهرة وأصحاب النبی - صلی الله علیه وسلم - الذین کانوا یسلمون الغنائم کاملة لقادتهم ، حتی الإبرة والمخیط .
- والمؤمن حقا لا یخشی قوات العدو الضاربة ، فما انتصر المسلمون فی أیام الرسول القائد - علیه أفضل الصلاة والسلام - ، وفی أیام الفتح الإسلامی العظیم بعدة أو عدد ، بل کان انتصارهم انتصار عقیدة لا مراء ، قال تعالی : { قال الذین یظنون أنهم ملاقو الله کم من فئة قلیلة غلبت فئة کثیرة بإذن الله والله مع الصابرین } (7) وقال تعالی : { یا أیها النبی حرض المؤمنین علی القتال إن یکن منکم عشرون صابرون یغلبوا مائتین وإن یکن منکم مائة یغلبوا ألفا من الذین کفروا بأنهم قوم لا یفقهون } (8) ."