ملخص الجهاز:
"و اذا کان علی هذا الاعلام أن یقطع الوعود،فان هذه الوعود لا تعد و أن کون وعودا جنونیة لا یدرکها الانسان بل انها تؤثر فیه عند ما یکون علی درجة من الاحاسیس العصبیة و الانفعالات الهائجة،عند ذلک یسنجیب؟لإیحاءاتها و ینحرک دون تفکیر بها و بما سننرکه فی الواقع الخارجی من آثار رهیبة و دمار مریع، و هنا لا بد من الوعود الکاذبة کتلک التی أطلقها هتلر و حرک بها نساء المانیا عند ما قال لهن «عند ما نصل الی السلطه فان کل امرأه المانیة ستحصل لنفسها علی زوج»2،فانخرط أکبر عدد من النساء الالمانیات فی الحزب النازی و تبعهن الرجال تأثرا بهن.
فهو فی الوقت الذی یظهر من خلال الصحف و الاذاعة و التلفزیون انتصارات الجیش العراقی و احتلاله لأراضی المسلمین فی ایران،یقوم بدور الاغراء الوهمی المفرط بالأثارة،و ذلک بتقدیم الاوسمة الرمزیة و الترفیعات،العسکریة و الهبات العینیة و النقدیة لبعض العسکریین الذین یدعی؟ثباتهم فی المعارک،و بنفس الوقت تعمم فی کل الوحدات العسکریة اوامر انزال عقوبة الاعدام بمجموعة یدعی أنها فرت من أرض المعرکة و تصاغ بشکل یوحی بالرعب و النهایة المحتومة لکل من لا یطیع أوامر القیادة و لو کان فیها حتفهم،فکلما شاهد أو سمع العسکری صور المکافآت و أخبارها عاش حالة من الاغراء و الأمل فی کسب شیء من هذه العطایا و الهبات...
أما العوائل العراقیة التی لم یأت دورها بعد أو أنها رضخت بعض الشیء لإرادة طواغیت؟البعث فی بغداد،فتعرض لحملة اعلامیة أخری تحتوی علی اغراء و تهدید آخر و باطراد منظم،و ذلک بهدف الابقاء علی حالة الانهیار و انعدام الارادة لدی هذه العوائل امام الاغراء المستمر و التهدید المتواصل..."