ملخص الجهاز:
"و لبیان الحقیقة الواضحة نذکر نماذج من کلام السادة الصوفیة تثبت براءتهم مما اتهموا به من القول بالحلول و الاتحاد،و تثبت مجلة الأزهر کذلک تحذیرهم الناس من الوقوع فی هذه العقیدة الزائفة،و تظهر بوضوح واضح أن ما نسب الیهم مما یفید الحلول أو الاتحاد:اما مدسوس علیهم،أو مؤول بما یلائم هذه النصوص الصریحة التالیة الموافقة لعقیدة أهل السنة و الجماعة یقول الامام الشعرانی رحمه الله تعالی: «و لعمری اذا کان عباد الأوثان لم یتجرءوا علی أن یجعلوا آلهتهم عین الله،بل قالوا:ما نعبدهم الا لیقربونا الی الله زلفی،فکیف یظن باولیاء الله تعالی أنهم یدعون الاتحاد بالحق علی حد ما تتعقله العقول الضعیفة؟هذا کالمحال فی حقهم رضی الله تعالی عنهم،اذ ما من ولی الا و هو یعلم أن حقیقته تعالی مخالفة لسائر الحقائق،و أنها خارجة عن جمعی معلومات الخلائق،لأن الله بکل شیء محیط».
لذلک احتاج الأمر للایضاح لتطمئن به قلوب أهل التسلیم من علماء النظر و من العلماء الذین حققوا فی هذه المسألة الشیخ محمد الشریف رضی الله عنه،فقال: «الوجود واحد لأنه صفة ذاتیة للحق سبحانه و تعالی،و هو واجب فلا یصح تعدده،و الموجود هو الممکن و هو العالم فصح تعدده باعتبار حقائقه،و قیامه انما هو الصوفیة و وحدة الوجود بذلک الوجود الواجب لذاته،فاذا زال بقی الوجود کما هو،فالموجود غیر الوجود فلا یصح أن یقال الوجود اثنان:وجود قدیم و وجود حادث،الا أن یراد بالوجود الثانی الموجود من اطلاق المصدر علی المفعول،فعلی هذا لا یترتب شیء من المحاذیر التی ذکرها أهل النظر علی وحدة الوجود القائل بها أهل التحقیق الی أن قال: الحس لا یری الا الهیاکل أی الموجود،و الروح لا تشهد الا الوجود،و اذا شهدت الموجود فلا تشهده الا ثانیا،علی حد من قال: ما رأیت شیئا الا و رأیت الله قبله."