ملخص الجهاز:
"لقد جلس هرون الرشید مرة الی الامام مالک لیسمع منه،فاعتبر ذلک من أجل ما أثر عنه من احترام الدین و أهله،و وضع فی أرفع مکان من تاریخه،و لا یزال یتناقله الکتاب و المؤرخون،أفلا یعتبر جلوس صاحب الجلالة الفاروق للاستماع الی الامام المراغی أربع مرات فی کل رمضان،و اتخاذ ذلک تقلیدا ملکیا یحتفل به کل عام،فی حشد یحضره أرکان الدولة و أقطابها،من الأعمال المجیدة التی یسجلها التاریخ فی أرفع مکان من صحائفه الخالدة؟ و قد أحیا جلالته سنة بطل العمل بها منذ أکثر من ألف سنة،و تعد من الأعمال الفذة التی لها من التأثیر الأدبی أکثر مما لأی عمل غیره،ألا و هی صلاته بالناس إماما.
فقد أصدر حفظه الله،و أطال أیامه،أمره الی سعادة ناظر خاصته أن یستصنع طنافس من أنفس ما تصنعه المصانع المصریة لفرش أرض الجامع الأزهر،و کان ذلک فی شهر سبتمبر سنة 1937،فحول هذا الأمر الی وزارة التجارة لتتولی الاشراف فنیا علی تنفیذه."