ملخص الجهاز:
"و قد یکون من أشد المظاهر منافاة للدین و الکرامة و الشعور،مظاهر زیارة القبور فی أیام الأعیاد،و ما تلقاه الفضیلة فیها من الاستخفاف و الامتهان،تلک المظاهر التی ضج لها العقلاء،و بحت منها أصوات المصلحین،و شغل بها العلماء و الوعاظ،و سنت لها النظم،ثم ذهبت هذه الجهود هباء،و ما زالت تلک المظاهر تتکرر علی صورها السابقة،بل أشد منها نکرا و ما زال زوار القبور یتخذونها أندیة للهو،و مباءات للفجور،و ما تزال«عربات الکارو» تحمل قبیل العید الی المقابر أکداس الزائرین و الزائرات،و صنادیق الأطعمة،و أمتعة الاقامة.
هذه بعض مظاهر السرور و المرح لهذه الطبقة فی الأعیاد و المواسم،و هی الطبقة الغالبة فی الشعب کما أسلفنا،و لیس من شک فی حاجة هذه المظاهر الی الصقل و التهذیب،کما أنه لیس من شک فی أن المطالب بذلک و المسئول عنه الآن وزارة الشئون الاجتماعیة،و إذا طالبنا وزارة الشئون الاجتماعیة أن تنهض بهذه المهمة و تقوم بدور المصلح فانا نطالب الجهة الرسمیة ذات الاختصاص بما هو من صمیم عملها."