ملخص الجهاز:
"کلمة الأستاذ إبراهیم الترزی الأمین العام للمجمع السید الأستاذ الدکتور حسین کامل بهاء الدین وزیر التعلیم أستاذی الجلیل الدکتور شوقی ضیف نائب رئیس المجمع ایها السادة: سلام الله علیکم و رحمته و برکاته.
ایها السادة: سنة مجمعیة حمیدة:ألا یقف مؤتمر المجمع نشاطه علی نظر ما أعدته لجان المجمع، و أقره مجلسه،و هو کثیر کثیر؛فالمؤتمر-مع ذلک کله-یعمد إلی قضیة من قضایا اللغة أو الأدب أو العلم،یرصدها للبحث و الدراسة، و قد یعاودها عاما بعد عام،حین تظل معالجتها فی حاجة إلی مزید،أو یجد علی ساحتها جدید،فیبوئها منزلة من الاهتمام العلمی المتواصل،الذی یأخذها من کل أقطارها،و یسبرها فی کل اغوارها،و بخاصة حین تبلغ القضیة من الأهمیة أن تصبح أملأ لأمتنا العربیة؛کقضیة توحید المصطلح العلمی العربی و تعربیه،التی نتابع معالجتها و قضیة الفصحی و العامیة،التی یعاود أستاذنا الدکتور شوقی ضیف معالجتها فی محاضرة عامة،بجلسة علنیة من جلسات المؤتمر،بعد أن عالج فی مؤتمر سابق-«لغة المسرح بین الفصحی و العامیة».
و مدینة «الفسطاط»-العاصمة الأولی لمصر العربیة الإسلامیة-قصة تسمیتها بهذا الاسم معروفة و مثل ذلک کثیر فی أعلامنا الجغرافیة علی مدی عصور تاریخنا العربی،حتی نصل إلی عصرنا الحدیث،حیث یطالعنا اسم «مدینة العاشر من رمضان»،الذی یحمل ذکری أعظم نصر عربی فی تاریخنا المعاصر: و قد ترتبط الأعلام الجغرافیة بأحداث طریفة؛فقد کانت«القیروان»عاصمة تونس الشقیقة،و لکن ملکها إبراهیم بن أحمد بن الأغلب استعصی علیه النوم فیها لیالی و أیاما عدیدة،فغادرها ضائقا بها و بنفسه، إلی حیث یتلمس الراحة فی رحاب الصحراء، و یتنسم هواءها الطلق،فاستقبلته الصحراء السمحاء بالرحب و السعة،ففوجیء بالأرق و السهاد یشردان منه فی رحاب الصحراء الواسعة،و بالنوم العصی الحرون یلین له و ینقاد ،و استغرقته لذة الرقاد،التی هجرته طویلا.."