ملخص الجهاز:
"»:و هذه الآیة تعلن بکل وضوح ان الانسان الرابع هو الذی استفاد من طاقاته البشریة و المادیة و التبع الشریعة الإلهیة الواضحة،أما الخسران المبین فیتمثل فی السیر وراء الأوهام الجاهلیة السفیهة،و اهدار الدماء الانسانیة و قتل النسل تقربا للآلة،و اهدار الطاقات و الثروات الحیوانیة و الزراعیة تبعا للأساطیر الوهمیة،و افتراء تشریعیا علی الله جل و علا و بالتالی وقوعا فی الضلال الذی لا هدی فیه.
فالأنعام ثمانیة أزواج:ذکر و انثی من کل من الضأن و المعز والبقر و الإبل و کلها احلت للانسان إلا أن الجاهلیة تنطلق محرمة و محللة،علی أساس من أساطیر و أوهام و دونما سلطان من الله المشرع الحقیقی،و إلا فبأی دلیل تحرم الجاهلیة بعضها دون بعض؟!و هل المحرم هو الذاکران أم الانثیان من الضأن أو المعز،أم هو ما اشتملت علیه أرحام الانثیین من الأجنة؟!أم ماذا؟و بأی دلیل أو علم؟و هکذا بالنسبة للابل والبقر یأتی التساؤل نفسه،ثم یعقب القرآن علیه بتساؤل استنکاری:أم کنتم شهداء إذ وصاکم الله بهذا؟و طبیعی ان الجواب هنا لیس إلا الوجوم و إلا الاقرار بالجهل و الافتراء،و ما أعظم هذا الظلم!إنه افتراء التشریع لیقع الناس فی الضلال و الضیاع.
»:بعد أن أنکر القرآن علی المشرکین تحریمهم و تحلیلهم دونما علم أو دلیل،اعلن لهم أو الوحی هو منبع التشریع الحقیقی،و الوحی لم یحرم إلا المیتة و الدم المسفوح(السائل المنصب)و لحم الخنزیر،فإن ذلک رجس حرام،و أضاف للمحرمات(الفسق)أی الحیوان غیر المذبوح بالطریقة الشرعیة، کأن یذبح للأصنام و لا یذرک علیه اسم الله،و أمثال ذلک،فإنها أمور محرمة علی أساس ما فیها من مفاسد(و یلاحظ هنا أن الآیة مکیة و هناک آیات و روایات حرمت أصنافا اخری من الحیوان)."