ملخص الجهاز:
"فبعد ما یزید علی ثمانین سنة علی بدایة الحرکة الشیوعیة فی المشرق العربی و بعد انهیار الاتحاد السوفیاتی یحاول المؤلف أن یتناول التساؤلات حول ماضیها و آفاق مستقبلها:ما هی حصیلة هذه التجربة؟و کیف مارست أحزاب هذه الحرکة و روادها العلاقة ما بین القومی و الأممی؟و ما هو موقعها فی صیرورة التغیرات العمیقة التی شهدتها المنطقة؟ و هل امتلک الشیوعیون مشروعا مستقلا للتعاطی مع قضایا المسألة القومیة العربیة؟و ما هو موقفهم من قضیتی الوحدة العربیة و فلسطین؟و ما هو مصیر هذه الأحزاب بعد أن فقدت سندها الدولی(المعسکر الاشتراکی)الذی کان یدعمها و یوفر لها الغطاء اللازم کی تستمر فی أداء دورها؟ و من أجل ذلک أصل نقدیا تجربة أحد التیارات الفکریة-السیاسیة فی المنطقة العربیة،و أعاد النظر فی تاریخنا المعاصر، حیث أصبح من الضروری إعادة تحلیل هذ التاریخ،و فهم قوانین حرکته و تطوره الدولیة و العربیة.
أما بالنسبة إلی حرکة التحرر الوطنی و الوحدة العربیة،و القضیة الفلسطینیة، و التسویة العربیة-الإسرائیلیة،فقد کانت مساهمة الحزب فیها محدودة،إذ رکز جهوده علی الوضع الداخلی العراقی، مع العلم أن الحزب،تحت ضغط هزیمة 1967 و مشاکله الداخلیة،عرف انشقاقا تحت اسم«الحزب الشیوعی العراقی- القیادة المرکزیة»،و قد تمیزت الفترة بموجة الحوارات الفکریة و السیاسیة التی أطلقتها حول قضایا التغییر فی العراق، و واقع حرکة التحرر الوطنی العربیة، و مسائل النضال القومی العربی، و بخاصة قضیتا الوحدة العربیة و فلسطین.
أما الحزب الشیوعی العراقی،فقد عقد مؤتمره الوطنی الرابع فی أواخر عام 1985،و قد اعتمد المؤلف علی الوثائق الصادرة عن المؤتمر فی محاولة لمتابعة مواقفه من القضایا القومیة العربیة: الحرب العراقیة-الإیرانیة،و حرکة التحرر الوطنی،و الوحدة العربیة،و القضیة الفلسطینیة،و التسویة العربیة- الإسرائیلیة،و التحولات الاقتصادیة و الاجتماعیة و السیاسیة فی العراق، و وسائل کفاح الحزب و تحالفاته،و المسألة القومیة الکردیة."