ملخص الجهاز:
"کل هذه الأمور لا یمکن تعقلها بحق الحیوانات فلماذا تتعقل بحق الإنسان لو لم تکن له تلک الخلافة التکوینیة عن الله تعالی،و لعل هناک مراتب أخری لهذه القدرة لا زالت کامنة فی هذا المخلوق و قد تبرز فی المستقبل،لأن کل أبعاد هذا المخلوق غیر مکشوفة أمامه بعد و کما قال الشاعر: أتحسب انک جرم صغیر و فیک انطوی العالم الأکبر و هناک مراتب من الخلافة التکوینیة أعلی من هذه المراتب ولکنها مشروطة بشروط لا تتحقق إلا فی الخلص و الأوحدیین من الناس،و هذا هو البحث الذی یعنون عادة بعنوان(الولایة التکوینیة للأنبیاء و الأئمة(ع) فقد یکون للإنسان قدرة فی التصرف من الناحیة التکوینیة و بدرجة أکبر مما تسببه الأسباب الطبیعیة و أعلی من القدرة التی یمتلکها غیره کتصرف عالم الغیب فی عالم الشهادة و عالم الأمر فی عالم الخلق،تلک القدرة هی ذات الشبه بقدرة الله تعالی،إذ من خلال الإرتباط بعالم الأمر الغیبی یمکن التصرف فی العالم الشهودی،و هذه هی الولایة التکوینیة الإصطلاحیة و التی قد یخلف خلیفة الله عنه فیکون له مقدار منها کما فی الأنبیاء و الأئمة و بعض الأولیاء، و هل هذه خاصة بهؤلاء الأنبیاء و الأئمة(ع)أم لها قانون و نظام و سنة بحیث ان کل من استطاع الوصول إلی تلک المرتبة من المعرفة الکاملة و التوحید الکامل فانه ینال تلک المرتبةمن الولایة التکوینیة و تسخر له کائنات عالم الشهادة و المادة فیتصرف بها ذلک التصرف وفق ذلک الناموس و السنة الخاصة؟ و فی الإجابة لا تبعد الإستفادة من جملة من الآیات و الأحادیث و الروایات فی أن لهذه الولایة سنة خاصة و انها لیست أمرا خاصا بذلک المعنی و إنما هی من نتاج مرتبة من مراتب العلم و المعرفة."