ملخص الجهاز:
"و الواقع أن مدة عامین أو عام واحد لبناء مسجد عبد الرحمن الداخل لیست فترة قصیرة بحیث تثیر مثل هذه المشکلة،و الأمثلة کثیرة علی قیام أبنیة أضخم من جامع عبد الرحمن الداخل و أفخم من الناحیة الزخرفیة، فی فترات قصیرة2،الأمر الذی یجعلنا نعتقد أن فترة بناء هذا الجامع الأول معقولة إذا وضعنا فی اعتبارنا أن استخدام بعض مواد البنساء القدیمة کالأعمدة الرخامیة و الأحجار التی استغلها الهندس من الکنائس القوطیة و الرومانیة المهدمة قد عجل بانهاء أعمال البناء،بالإضافة إلی أن الأمیر کان یسمی لاتمام البناء فی أسرع وقت ممکن حتی یتسیر للمسلمین أداء صلواتهم الجامعة فی المسجد الجدید، هذا مع اعتبار أیضا أن مهندس الجامع قد راعی الباسطة فی البناء و عدم التعقید الذی من شأنه إطالة أمد البناء،المعماری الرائع للعقود المتراکبة علی صفین،فالمظهر الزخرفی العام بسیط للغایة و یقتصر علی تناوب الألوان الناشیء من استخدام قطع حجریة مع قوالب من الآجر الأحمر،و کذلک تتجلی البساطة فی تخطیط الجامع،فهو لا یعدو أن یکون بیتا للصلاة من تسعة بلاطات تنحصر بین (1) Lanbert:L''bistoire de la grande Moque?e de Cordove aux VIII e et-IXe sie?les, .
أما الآثار التی اکتشفها الأستاذ فیلث هرناندث فتکون فی هذه الحالة لإحدی المیضأتین اللتین أقامها الحکم المستنصر فی الجهة الشرقیة من المسجد الذی کان یشتمل فی عصره علی 11 بلاطا،و لعل إحداهما کانت تقوم لصق الجدار الشرقی من حد الجدار الخارجی لبیت الصلاة الذی أصبح یضم إحدی عشر بلاطا بعد زیادة عبد الرحمن الأوسط الأولی،ثم هدمت هذه (1)المقری،نفح الطیب،جـ 2 ص 92-93 (2)ابن عذاری،جـ 2 ص 343 المیضأة عند شروع المنصور بن أبی عامر فی زیادته الشرقیة فی الجامع بطوله، فاضطر إلی هدمها و فتح ثغرات واسعة فی الجدار الشرقی لبیت الصلاة للإفادة من الدعائم المختلفة فی توفیر الأعمدة و الوقت و الجهد،فلم یتهیأ له الوقت لانتزاع آثارها و استئصال أسس الأجزاء المهدمة من الجدار الشرقی القدیم."