ملخص الجهاز:
"أطعمة أهل البادیة فی شبه جزیرة العرب و أثر ظهور الإسلام فیها (2) تحضیر اللحم و إعداده للأکل:تحدث الشعراء عن تحضیر أهل البادیة اللحم و إعداده للأکل،فذکروا الزناد التی کانوا یقدحونها لیتطایر الشر منها فی الحطب، و لا یزالون یقدحونها حتی توری النار و یشتعل الوقود،و یکون إشعال النار أکثر صعوبة إذا کان الوقود مبتلا،و یفتخر أهل البادیة بکثرة الحطب لإنضاج الطعام،و من أنواع ما ذکروا من اللحوم المعدة للأکل ثلاثة هی:اللحم الشواء،و اللحم المحنوذ و اللحم المطبوخ.
و أما اللحم المطبوخ:فهو الذی یتم تحضیره بوضعه مع الماء فی قدر ثم یوقد تحتها حتی ینضج،فهو لحم مطبوخ،قال عبید الراعی8یصف إشعال النار لطبخ اللحم: کدخان مرتجل9بأعلی تلعة غرثان10ضرم عرفجا مبلولا و قال عبدة بن الطبیب التمیمی11: لما نزلنا رفعنا ظل أخبیة وفار باللحم،للقوم،المراجیل و وصف الراعی النمیری12حاطبیه و هما یقومان بوضع الحطب تحت القدر فتشتد غلیانا حتی ینفصل اللحم عن اعظم قال: إذا جمشاها بالوقود تغبطت علی اللحم،حتی تترک الحم بادیا13 الأطعمة الأخری:الحلیب:یعد حلیب الإبل بخاصة و الغنم و الماعز بعامة من المواد الغذائیة الرئیسة فی أطعمة أهل البادیة،فلما جاء الأعرابی یستفتی النبی صلی الله علیه و سلم فی المیتة سأله عما إن کان یجد صبوحا و غبوقا،و هما الفظان اللذان یستخدمان للدلالة علی شب الحلیب فی الصباح أی الغداة،و شربه فی المساء،أی العشاء13.
و لا شک أن أهل البادیة صاروا یجدون فی البلاد التی فتح الله علی المسلمین أهلا من أهلیهم و قبائل من قومهم،و ولاة و سلاطین مسلمین یفدون علیهم و یسألون رفدهم،و یشکون إلیهم حاجتهم64،و کانوا إذا عضتهم السنون رحلوا إلیهم،و هم و إن کانوا یرحلون فی سنی القحط من قبل إلی بلاد الخصب،فإن رحلتهم هذه المرة کانت تتم وسط ظروف أفضل،و عبر أجواء أکثر أخوة و مودة."