ملخص الجهاز:
"من خلال الدراسة المیدانیة و المسح العام الذی قمنا به فی مدینة الموصل،للبحث عن (المساجد الإسلامیة)التی تم إنشاؤها و تعمیرها فی المدینة خلال العصور الإسلامیة الأولی لا تزال قائمة إلی الآن،محتفظة بکافة عناصرها المعماریة،و مخلفاتها الهندسیة و النباتیة و نقوشها الخطیة،إضافة إلی ما قمنا به من تفریغ و تصویر لکافة وحداتها الزخرفیة و عناصرها الفنیة،بعد حصرها داخل المبانی الأثریة،التی کان من أبرزها الأسس و الجدران الحجریة،و المحاریب و المداخل الرخامیة و القباب و المآذن الآجریة و الألواح التذکاریة و الجنائز و صنادیق القبور الرخامیة و شواهدها،و ذلک علی مدی عدة قرون مضت،و التی امتازت بوفرتها و غزارة وحداتها و تنوع عنصرها،لذا سنوردها کما یأتی: مسجد الشیخ عثمان الخطیب(30) یقع المسجد فی محلة الشیخ أبو العلا(31)،فی منتصف مدینة الموصل القدیمة،و علی الرغم من حداثة بناء هذا المسجد الذی یرجع إلی حدود القرن الحادی عشر للهجرة،إلا أنه یضم بعض المخلفات الأثریة التی ترقی بزمنها إلی حدود القرن الثانی أو الثالث للهجرة،التی کان من أبرزها المحراب الرخامی المسطح و المثبت فی رواق المسجد.
المحراب: یتبع المحراب فی أسلوب عمارته و تخطیطه نظام المحاریب المسطحة،فقد نحتت معالمه الفنیة علی قطعة واحدة من الرخام الأزرق الموصلی،و علی شکل مستطیل قائم،أحیط من الخارج بشریط کتابی بخط الثلث،یؤطر المحراب بشکل دائری یمتد من أسفل الجهة الیسری للمحراب،و ینتهی فی أسفل الجهة الیمنی منه(83)، إذ یتضمن الشریط الکتابی نصا قرآنیا(84)بخط الثلث القدیم الذی شاع فی مدینة الموصل منذ نهایة القرن الخامس للهجرة،و استمر حتی نهایة القرن السابع و بدایة القرن الثامن للهجرة(85)،علی طریقة ابن البواب فی تسلسل الکلمات و عدم تراکبها(86)،هذا و إن المحراب لا یحمل تاریخا مدونا یمکن إرجاع عناصره الفنیة و زخارفه الهندسیة إلیه،لذا سنعتمد علی مبدأ الموازنة و التشابه بین عناصر هذا المحراب و غیرها من العناصر الفنیة الأخری من الفترة ذاتها."