ملخص الجهاز:
"(5)کنت أری فی أمرة جرما نقش ذلک التحول الذی ذاع فی عهد لویس الرابع عشر، أی تحول الاحساسات و الأخلاق و الفاضئل الی مظاهر من مظاهر اللطافة فی المقابلة و الحدیث و الحرکات وعی تخفی تحتها خشونة فی الأخلاق و الاحساسات أو القسوة و قلة الاهتمام بما یعتری الناس من آلام الحیاة-و لا أحسب أن بروست یرید أن یقصر هذه الظاهرة علی أمرة أو طائفة أو عصر من عصور الانسانیة،و ان کانت أکثر ذیوعا فیه و فی طبقة خاصة فان الأثرة اذا افترنت بحب ادعاء الفضائل ولدت مثل هذه اللطافة الکاذبة إذا وجد المرء فیها أخفاء لحقیقة نفسه.
(9)ان عقولنا دائما تنسی من أحوال من نعرفهم و من صفاتهم و أمورهم مما لا یتفق و حاجاتنا الحاضرة التی نباشرها فإذا تغیرت تلک الحاجات و الرغبات و النزعات فإننا نتذکر ما نسینا ثم ننسی ما یتفق و رغباتنا و نزعاننا الجدیدة و هذا مظهر من مظاهر القاعدة السیکولوجیة العامة التی ذکرها فروید فی کتاب-العلل النفسیة فی الحیاة الیومیة-أی ان النفس تستتطیع ان تنسی عمدا ما تری فی نسیانه نفعا أو زینة و قد کان فروید یتحدث عما تنساه من أمورها و بروست یتحدث عما تنساه من أمور الناس.
(29)قد یدعو المرء انسانا لزیارته علی سببل المجاملة و هو یسر لو ان المدعو لا یقبل الدعوة،و یفرح لو أغفلها،فتأتی الدعوة فاترة ممزوجة بما یشیر الی رفضها و هکذا دعا سنت لوب بلوش لزیارته قائلا:(ولکنی قلما أکون موجودا)کی یظهر انه غیر جاد فی دعوته و لکن بلوش بالرغم من هذا التنبیط الظاهر صار یدح تلطف سنت لوب و یقول (بعد هذا التلطف منه ینبغی أن نزوره عاجلا و إلا کان امتناعنا من زیارته أو تأخیرها خارجا عن حدود الملیافة)و غضب منی لأنی لم أو افقه و لم أحدد میعادا لتلک الزیارة و ما کان یمکننی ان ألفته الی ان صیغة الدعوة دلیل علی الرغبة فی رفضها."