ملخص الجهاز:
"و بذلک کان للتعادل النووی التقریبی بین الولایات المتحدة الأمریکیة و الأتحاد السوفییتی-کما یسمیه خبراء الأستراتیجیة-تأثیر علی أبعاد الأستراتیجیة فی الدولتین علی النحو الأتی:- 1-بالنسبة للأستراتیجیة الأمریکیة: أخذت إستراتیجیة الولایات المتحدة الأمریکیة تتحول من إعتناقها لمبدأ الأنتقام الشامل إلی تبنی نظریة الحرب المحدودة التی یمکن أن تستخدم فیها الأسلحة النوویة التکتیکیة بغرض تضییق رقعة الحرب النوویة و الحیلوله دون تصاعدها إلی حرب نوویة شاملة تتمیز بقوتها التدمیریة الهائلة مما یحتم ضرورة التواصل إلی ضوابط فعالة علی إستخدام الأسلحة النوویة.
و یمکن القول أن سباق التسلح النووی بین الأتحاد السوفییتی و الولایات المتحدة الأمریکیة فی منتصف الستینات قد وصل إلی مستوی التوازن و الأستقرار الذی کان یبرر تمسک الطرفین بضرورة المحافظة علیه لأن أی إحتلال فیه ربما کان من المستحیل تدارکه فیما بعدب أیة إجراءات فعالة.
و من هذه العوامل:- 1-التطورات التکنولوجیة فی نظم التسلح الأستراتیجی: ظهرت عدة تطورات تکنولوجیة خطیرة فی نظم التسلح الأستراتیجی و أصبحت تنذر بإختلال هائل فی أوضاع التوازن الأستراتیجی القائم بین الأتحاد السوفییتی و الولایات المتحدة الأمریکیة و من أهم هذه التطورات:- أ-تطور الصواریخ و نظم توجیهها أدی إلی أحداث تحسینات نوعیة هامة فی کفاءة هذه الأسلحة و درجة دقتها العالیة.
و منذ منتصف الستینات أدی إنشاء شبکات الدفاع بالصواریخ المضادة للصواریخ إلی الأندفاع نحو سباق التسلح فی الأسلحة الأستراتیجیة الدفاعیة و الهجومیة بین الولایات المتحدة الأمریکیة و الأتحاد السوفییتی مهددا بذلک أوضاع الأستقرار الأستراتیجی التی سادت بینهما تهدیدا هائلا کما أصبحت هذه الشبکات تشکل تحدیا خطیرا و مباشرا لنظم الردع النووی المتبادل بینهما الأمر الذی تطلب منهما إجراء مشترکا لاحباط هذه التأثیرات الأختلالیة."