ملخص الجهاز:
"و عندما تصفحت المخطوطة،لم أجد نصها غریبا علی،فأنا أعرفه تماما فی کتاب:«تصحیح التصحیف و تحریر التحریف3»للصلاح الصفدی(المتوفی سنة 714 ه)،و کانت عندی منسوخة من هذا الکتاب،من مصورد المکتبة الزکیة بدار الکتب المصریة(رقم 37-38 (1)انظر:مقدمة تحقیقی لکتاب:«البلغة فی الفرق بین المذکر و المؤنث»،لابن الأنباری 4 و مناهج تحقیق التراث 4؛117.
و هذا مثال آخر،یظهر منه ضرورة توثیق عنوان الکتاب قبل الإقدام علی نشره،و إخراجه للناس؛فقد نشر المجمع العلمی العربی بدمشق فی عام 1962 م،کتابا للإمام أبی القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجی (المتوفی سنة 337 هـ)هو کتاب:«الإبدال و المعاقبة و النظائر»، بتحقیق المرحوم عز الدین التنوخی،عن نسخة وحیدة مصورة بمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربیة بالقاهرة برقم 356 نحو،عن مخطوطة رئیس الکتاب باستانبول(رقم 879).
و تحت هذا الکلام بیتان للبدیع الهمذانی،هما: رأی الصیف مکتوبا علی باب داره فصحفه ضیفا فمال إلی السیف فقلت له خیرا فأوهم أننی أقول له خبزا فمات من الخوف أما الوهم الذی وقع فیه«دیرنبورج»بنسبة المخطوطة إلی أبی هلال العسکری،فإن مبعثه أن الهامش الأعلی لظهر الورقة الأولی،به قبل النص مباشرة طغراء،قراءته:«صاحبه حسن بن عبد الله»،و هو لمالک النسخة بلا شک،و لکن«دیرنبورج»ظن أن کلمة:«صاحبه»تعنی:«مؤلفه»، فراح یبحث فی کتب التراجم و الطبقات،عمن سمی بالحسن بن عبد الله، فعثر علی«أبی هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسکری»(المتوفی بعد سنة 395 ه)،فنسب الکتاب إلیه!!
و بعدم التنسیق هذا الذی ذکرناه،یمکن أن نفسر کیف ظهر «الأبیوردی»تلمیذا للإمام«عبد القاهر الجرجانی»فی ترجمة مؤلف ما لأبی المظفر الأبیوردی علی حین نجد أن هذا المؤلف قد صمت تماما عن ذکر هذه التلمذة،و هو یترجم لعبد القاهر الجرجانی!؟ و عندما تیقنا من عزو الکتاب إلی الأبیوردی،و زال الغموض عن شخصیة مؤلفه،کان علینا أن نبحث عن عنوان الکتاب،و عندئذ لجأت إلی قائمة المؤلفات التی یعدها کتاب التراجم له،حینما یتحدثون عنه،و وقع بصری فی هذه القائمة علی مجموعة من العنوانات،التی تتناسب-حسبما کنا نعتقد-مع موضوع المخطوطة،و هی: 1-نهزة الحافظ1."