ملخص الجهاز:
"مع أدب القرآن: و بشر الذین آمنوا لفضیلة الشیخ الدکتور إبراهیم أبو الخشب -8- البشارة تعجیل الأخبار بما یسر النفس،و یطئمن الخاطر،و یریح القلب،و یزیل الهموم،و یطرد عن الفؤاد قلاقله و بلابله و یقابلها الانذار و هو التهدید بالشر،و التوعد بحدوثه،و الاعلان عن قرب موعده، و دنو أجله،و کما تشیع البشارة جوا من الغبطة و السرور،و البهجة و الفرح،انتظارا لما یجیء به الغد المأمون،أو المستقبل القریب،یکون الانذار علی العکس من ذلک،لأنه یضمر المکروه،و یحمل ما لا یحمده الانسان،و لا یطیب به القلب، أو یسعد به الخیال،و البشارة لا یحملها الاصدیق محب أو زمیل کریم أو رفیق مخلص،قد امتزج وجدانه بوجدانک،و شعوره بشعورک، و روحه بروحک،و هکذا مصدرها دائما أبدا لا تنطوی نفسه لک الا علی أنبل المعانی،و أحسن العواطف، و أصفی حقائق الود و الاخلاص، و هؤلاء الذین آمنوا التی تعنیهم هذه الآیة «و بشر الذین آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات تجری من تحتها الأنهار کلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذی رزقنا من قبل و أوتوا به متشابها و لهم فیها أزواج مطهرة و هم فیها خالدون» هم الذین سبقت الاشارة الیهم: «أولئک علی هدی من ربهم و أولئک هم المفلحون» و الذی یتابع آیات الکتاب الکریم اذا خاطب المؤمنین بالاشارة أو النداء یری أنه یعظم من شأنهم،و یعلی من قدرهم، و یبرزهم فی معرض من الاجلال و الاحترام،و هو هنا فی هذه البشارة یضمن لهم من المنن و العطایا،و المنح و الهدایا،و البر و الخیر،ما یجعلهم مطمئنین کل الاطمئنان الی أنهم بلغوا منه جل شأنه درجة الرضا،و تجاوزوا بمکانتهم عنده،و مذلتهم لدیه،حدود غیرهم من الناس الذین لم یرزقهم الهدایة،و لم یلهمهم التوفیق،و لم یمنحهم الاستقامة علی الجادة،و السیر علی السنن السوی.."