ملخص الجهاز:
"و هذه قمة فی التسامح لا مثیل لها:ألا یضیق علیهم حتی فی شیء أحل لهم و حرمه الإسلام تحریما قطعیا،مع أن المباحات لا حرج فی ترکها دینا و لا خلقا بل یحبذ ترکها فإذا کان فیه إیذاء للآخرین فکیف إذا کان هذا المباح عندهم مثل الخمر التی أجمع علی إضرارها أهل الدین و الدنیا جمیعا،و قامت جمعیات لمنع المسکرات و مقاومة الکحولیات فی العالم کله.
فالحکم العلمانی بطبیعة ضد رغبات المسلمین لأنه ضد التزامهم بعقیدتهم و شریعة ربهم،فکیف یقال إنه یجمع المواطنین جمیعا،و هو یعارض دین الأغلبیة و اتجاهها؟ عقوبة المرتد: بقیت قضیة لا أحب أن أهرب من مواجهتها بصراحة و هی قضیة إعدام المرتد عن الإسلام التی أثارت مواطنینا الأقباط فی مصر حتی دعوا إلی الصیام احتجاجا علی الاتجاه إلی هذا الحکم خاصة و إلی تطبیق الشریعة بصورة عامة.
و قد حدث منذ سنوات أن حاولت الکنیسة تنصیر طالبین فی الإسکندیة فقامت الدنیا و قعدت و هاج الرأی العام فی مصر من أقصاها إلی أقصاها و کادت تحدث فتنة طائفیة لا یعلم عواقبها إلا الله فالأولی منع هذا بالتشریع المحکم بدل أن یترک لعواطف العامة و مشاعر الجماهیر التی لا أساس لها و لا قیود تضبطها-علی أن هذه الحالات الشاذة لیست هی المقصودة بالتشریع المذکور لعقوبة المرتد أولا و بالذات إنما المقصود الأول هو من یرتد عن الإسلام إلی غیر دین بل یعتنق مذاهب مادیة لا تؤمن بالله و لا برسالاته، لا بمحمد و لا بالمسیح و ترید هدم الأدیان کلها کالشیوعیة التی تزعم أن الدین أفیون الشعوب،و تعمل علی اقتلاع المجتمعات فیه قاطبة لحساب الإلحاد العالمی الأحمر و لا أحسب الأقباط فی مصر یشجعون هذا اللون من الردة لأنه خطر علینا و علیهم جمیعا و لهذا یتنادی المؤمنون بالدین فی العالم کله بالتعاطف و التکاتف لصده- و الوقوف فی وجهه."