ملخص الجهاز:
"و تلک هی الأزمة التی تفصل بین الداعیة الواعی بفکرته و بین سلوکه من جهة،و تفصل بینه و بین الالتقاء مع الجماهیر من جهة أخری:مع أن فکرة الداعیة المعاصرة عن نظام بعینه للحیاة،نابعة من افتناعه هو بها،و من إحساسه بحاجة وجوده الفردی لها؛ و مع أن هذه الفکرة نابعة من سائر الظروف و الملابسات و الحاجات الاجتماعیة التی تعانیها جماعته،فی موقفها من تاریخها و إمکانیاتها الحاضرة بین الجماعات.
و إذا کانت فکرة الإسلام النظریة و الاعتقادیة قد خرجت فیها عشرات المؤلفات و التصانیف؛فإن حقل التربیة الاسلامیة لم یشهد کتابا بعد مثل کتاب«تذکرة الدعاة»-فی حقلها ذاک-إذا ما وضعنا فی الطلیعة کتاب الله و سنة رسوله و سیرة السلف،و نبذات عابرة فی مؤلفات و کتیبات صغیرد خطها حسن البنا یوما و عاشها بعمق،و اتساع و إذا ما غضضنا النظر عن کتب التصوف لما فیها من اتزواه و انکماش عن الحیاة و الاجتماع.
إنما نعنی بغایة الداعیة أن یثیر فیهم هذه الدفعة الروحیة الوجدانیة إلی نظم الإسلام؛و لکی یثیر فیهم ذلک النزوع،فلابد أولا من أن یعرف کیف یتوسل إلی الجماهیر.
و عن مقومات ذلک المزاج یتحدث المؤلف فی الباب الثانی من کتابه،و فی فصول ثلاثة،عن مقومات ثلاث لتکوین الداعیة: المقوم الأول:«عقلیة واقعیة تصویریة»قادرة علی مخاطبة الجماهیر بأسلوب واقعی تصویری،یجسد الحقائق الإسلامیة،و الأوضاع المادیة؛بالقصص القرآنی و النبوی و المخترع الهادف،و بالأمثال الإلهیة و النبویة و الشعبیة،و بالالتفات إلی آثار التاریخ،و بالنظر إلی صور المعنویات فی آثارها المحسوسة،و بمقابلة الحقائق المغیبة بأحوال دنیانا العملیة،و بالنظر فی آیات الله و نعمه الخالدات."