ملخص الجهاز:
"و أما مسألة الجبر و کذلک التفویض فهی مسألة کلامیة روجتها السلطات الأمویة لفرض أنفسهم علی الناس و هم یسندون الأفعال إلی مشیئة الله لإسکات عباد الله عما یعملون و یتصرفون و قد بذل الأجراء جهودهم لترکیز هذه العقیدة فی نفوس البسطاء و لکن هذه المسألة لا ترتبط بنفی الصفات عنه تعالی أو إثباتها له بل هی مسألة مستقلة، فذهب قوم منهم إلی أن العباد مجبورون مسیرون بمشیئة الله و ذهب قوم آخرون إلی أن العباد مفوضون و أن الله أعطاهم الاختیار و الحریة فیما یفعلون و فیما یترکون،و لکلا القولین نتائج فاسدة منها لغویة و عبثیة بعث الرسل و إنزال الکتب و بطلان الحساب و الکتاب و الثواب و العقاب و بالتالی الجنة و النار لأنه قبیح علی الحکیم أن یجبر عبده علی أمر أو یفوض إلیه أمرا ثم یؤاخذه أو یعاقبه أو یبعث إلیه من یأمره و ینهاه أو یعده أو یوعده فهذه کلها تنافی الجبر و التفویض مع أنا نری من الناموس الإلهی و منذ بدایة خلق الخلیقة إرسال الأنبیاء لهدایة الناس إلی سوی الصراط مع الوعد و الوعید لیهلک من هلک عن بینة و یحیا من حی عن بینة الذی خلق الموت و الحیاة لیبلوکم أیکم أحسن عملا و هو العزیز الغفور سورة الملک آیة 2 إنا هدیناه السبیل إما شاکرا و إما کفورا سورة الانسان آیة 3."