ملخص الجهاز:
"فقصة«الدجاجة»التی تنتمی إلی نوع الأمثولة الرمزیة allegory أکثر من انتمائها إلی عالم القصة القصیرة المألوفة عند البساطی تشترک فی کثیر من الخصائص التعبیریة مع بقیة نصوص هذه الحلقة القصیصة؛حیث توشک هذه «الدجاجة»فی مستوی من مستویات المعنی فی النص أن تکون قرینة الأرملة/المرأة التی ترکت مع وحیدتها الطفلة بلا عائل و لا مال،تماما کتلک الدجاجة التی أصابها الخبل عندما فقست بیضة بعد أن رقدت علیها بعد طول حرمان من الأفراخ،خبل من نوع ذلک الذی بدت به الأرملة العصبیة التی تمردت علی سلطة المدیر و لکمته فی القصة السابقة و هی تتخبط عاجزة عن الفعل،و عاجزة عن الاندماج فی تیار الحیاة المحیط بها،و فیها أیضا نوع من التعبیر الاستعاری عن حالة القهر الساری فی کل تفاصیل المجموعة،و عن استحالة تحقق المطالب البسیطة و المشروعة.
(5)رجال الحلقة و التوقعات المجهضة و إذا انتقلنا للقصة التالیة«حلم الحلاق»عدنا من جدید إلی عالم القریة المصریة البسیط و إلی منطق اللوحة الثریة المترعة بالإیجاءات و المعانی،بالرغم من اقتصادها التعبیری المرکز لکن هذه العودة تنطوی علی نقلة أرادت الحلقة القصصیة إبرازها بتغییر منطق السرد،و روایة القصة لأول مرة بضمیر المتکلم،لأن هذا التغییر یستهدف إبراز النقلة من النساء إلی الرجال فی عالم النص،و لذلک کان ضروریا أن تلفت الحلقة نظرنا إلیه بتغییر المنطلق السردی نفسه،و تؤکد هذه القصة الجمیلة تلک الخاصیة التی تشیع فی المجموعة کلها،و هی خلق مناخ مشحون بالتوقعات،ثم تحاشی الإشباع التقلیدی له أو المضی به فی طریق سرد التتابع المنطقی المألوف."