ملخص الجهاز:
"صحیح أن أعراض المرض عنده تزول فی الظاهر حیث یتمکن من العودة إلی القصر و استئناف مسؤولیته باعتباره ملکا،لکننا نتبین أن هذا فی حد ذاته صنف أعمق من الجنون یتبدی بوصفه علاجا-لماذا؟ إن جنون شهریار لا ینم فقط عن العجز عن معاملة النساء علی أنهن أنداد له،و إنما یفصح کذلک عن خوف و غضب راسخین فی مواجهتهن.
و إذا أضفنا إلی ذلک فی حالة شهریار و شاه زمان تجربة مؤلمة فی الطفولة،کتلک التی أشرت إلیها،وعبء إدارة المملکة مترامیة الأطراف،یکون الناتج شخصیة بالغة الهشاشة و عدم الاستقرار،و تکون هذه الشخصیة ضعیفة بشکل غیر اعتیادی إزاء الهجوم من جانب العنصر النسائی.
و حتی إذا کان شهریار یری فی قدراتها أحیانا نوعا من السحر،إلا أنه لیس مدفوعا إلی الخوف من هذه القدرات لأنها تعتزم استخدامها لمصلحته و لإحباط الشر الذی فعلته به زوجه.
و نجد أن ابنة القصاب،و لیس القصاب نفسه،هی التی تفک سحر الضحیة فی الدکان،لکنها تمضی إلی أبعد مما فعلته ابنة راعی الغنم حیث تعلم الشیخ کیف یعاقب زوجه لا بقتلها ولکن بأن یترک بها مسخا کذلک الذی أوقعته به.
و علی سبیل المثال،نجد فی المجموعة التالیة من الحکایات أنه رغم عدم وجود روابط مضمونیة وثیقة لمعظم حکایاتها مع قصد شهریار و شهرزاد،کتلک التی وجدناها فی الحکایات التی تناولناها فیما سبق،فإن القصة الأخیرة منها تعیدنا إلی عالم شهریار و شهرزاد مرة أخری إذا نواجه مرة ثانیة الثالوث المعهود من الملکة الخائنة و العبد الأسود العاشق و الملک الذی تلحق به تصرفات الملکة أبلغ الضرر،و نجد أیضا مملکة تتهددها الأخطار و إن بشکل مختلف کثیرا عما کان یتهدد مملکة شهریار."