ملخص الجهاز:
"کما تعتمد عمومیتها أحیانا علی طریقة تعاملها مع الموضوع إذا ما کان تجربة خاصة،أو موقفا جزئیا،أو حدثا بعینه؛فتبدأ به لتنطلق منه إلی آراء و أحکام عامة لا یفضی إلیها الاستقراء المباشر الذی تمارسه العلوم من حیث هی أحد أنماط الاستدلال للمنهج العلمی.
أما لدی الیونان،فقد تیسرلهم أن یمیزوا بین الدین و الفلسفة عندما أتیح لهم من ظروف حیاتهم القائمة علی الترحال و التجوال من مکان إلی آخر،فیما نتبینه فی مهنهم:الرعی و التجارة و الملاحة،و لقائهم بغیرهم من صنوف المجتمعات،و خاصة مصر بعقائدها و أفکارها المختلفة.
و یطلب منه أن یخبر الأرزاق المقدرة للخلق من الخالق،و هل هی مقسومة بین الناس و الحیوان لکل أحد رزقه إلی تمام أجله،و إذا کان الأمر کذلک ما الذی یحمل طالب المعیشة علی ارتکاب المعصیة فی طلب ما عرف أنه إن کان مقدورا له فلابد من حصوله و إن لم یرتکب مشقة السعی،و إن کان مقدورا فلا یتحصل له ولو سعی إلی غایة السعی،فهل یترک السعی و یکون علی ربه متوکلا و لجسده و لنفسه مریحا؟و أجاب الغلام بأن لکل أحد رزقا مقسوما و أجلا محتوما ولکن لکل رزق طریقا و أسبابا،فصاحب الطلب یصیب فی طلبه الراحة بترک الطلب و مع ذلک فلابد من طلب الرزق.
و تتواصل الأسئلة و الإجابات علی النحو الذی نجد مثیلا له فی أقوال المتکلمة و أصحاب أصول الدین فی الحدیث عن کلمة الله و صفاته و القدرة و الاستطاعة،و کیف عرض الباطل للحق،و مم هو مخلوق،و اختلاف الناس فی المعصیة برغم مرجعهم کلهم إلی آدم،و أصل الشر،إلی آخر تلک المسائل."