ملخص الجهاز:
"أما العرض فقد استمر ثلاثمائة لیلة أبداها فی نهایة 8691 و استمر حتی 0791،فتنقل من وکالة الغوری إلی قری عدة حتی وصل إلی أسوان لیشارک فی عید السد العالی عام 0791،ثم کان باکورة فرقة السامر المسرحیة؛ حیث افتتح المسرح عام 1791 و کان النصیب الأکبر لعروضه الأولی عرض(أدهم الشرقاوی)الذی بفضله أصبحت فرقة الغوری هی أول فرقة مسرحیة لمسرح السامر.
و لقد کان أدهم الشرقاوی هو الإرهاصة لتقدیم سیرة(علی الزیبق المصری)بعد ذلک عام 27-37 للفرقة نفسها،و من خلال هذین العرضین تشکلت هویة فرقة السامر المسرحیة: البطولة الشعبیة للجموع و تأکید أهمیتها،و هکذا تکون السمة الفکریة لمسرح الشعب.
و عندما بدأ العرض و أطفئ بعض مصادر الإضاءة القلیلة و الفقیرة(فقد کنا نستخدم أسلوب الإنارة لا الإضاءة)بدأ دخول الممثلین إلی ساحة التشخیص علی إیقاعات الدفوف و ألحان البدایة،لکن سرعان ما تسلل الجمهور واحدا بعد الآخر إلی منصة العرض و أفلتوا من عصی الخفر و تحلقوا دون فوارق،و خرج الناس عن المألوف القهری لیحققوا المألوف الجماهیری،و تأملت من بعد تلک الظاهرة:هذا هو المسرح حقا و هؤلاء هم مریدوه،مسرح بلا حواجز و جمهور حقیقی یأتی إلیه راغبا...
و کل مسرحیة تشکل بالنسبة إلی خبرة خاصة فی طریق طویل لم أنجزه بعد،إننی أصبو إلی البحث فی شخصیات هذه السیر الشعبیة عن موضوع أتخذه عن قصد رکیزة لبنیة جدیدة فی المسرح المصری،و فی إطار شعبی بسیط و معبر؛حیث تطورت معی منصة العرض من(أدهم الشرقاوی)فی وکالة الغوری لتصبح منصة العرض فی مسرح السامر،حین قدمت علیها(علی الزیبق)عام 2791،و کانت الحراب و العصی فی(حکایة من وادی الملح)عام 5791 هی إرهاصة للحراب التی رفعها أبطال الهلالیة فی وکالة الغوری 5891."