ملخص الجهاز:
"الخبرة العربیة الإسلامیة،و أنماط التذوق المتراکمة عبر الزمن و التفاعل و اختلاف صیغ الأحکام؟هل هناک إمکان لالتقاط عناصر خطاب جمالی یحتضن مقومات متخیل استقرت فی ثنایاه رموز هاجرت من أکثر من حضارة و من فضاء ثقافی، لتجد تعبیرها البلیغ فی النسق الدلالی و الرمزی للغة العربیة؟ یعتبر البعض أنه: «إذا میزنا فی فلسفة الجمال،کوجه من وجوه العالم أو کوجه من وجوه إدراک الإنسان للعالم، و بین الفن کإبداع إنسانی لأشیاء جمیلة،و نظرنا إلی التراث الفلسفی العربی فی ضوء هذا التمییز،فإننا نجد أن مبحث الجمال لم یستأثر باهتمام الفلاسفة العرب بقدر ما استأثر به مبحث الفن.
نحن،إذن،أمام أطروحتین اثنتین:واحدة تنفی إمکان العثور علی نظر جمالی و صیاغة فکریة للذوق و الحساسیة الفنیة التی أنتجتها المخیلة العربیة الإسلامیة فی أکثر لحظات الحضارة الإسلامیة إشراقا،و ذلک بسبب«انکماش مبحث الجمال»و«ضمور اهتمام الفلاسفة العرب بنظریة الجمال»، أو بسبب استحالة التفکیر فی الجمال دون تکسیر دائرة المیتافیزیقا و خلخلة البنیة اللاهوتیة التی یتکئ علیها التراث العربی الإسلامی،و الأطروحة الثانیة تسلم یغنی التراکم الفنی الإسلامی.
و علی الرغم من تأثر التوحیدی الواضح بالتصور الأفلاطونی للعالم،فإنه بحکم حضور عالم الدین فی ثقافته العمیقة،یری أن جمالیة الموجودات آتیة من جمال الوجود الإلهی،و التطلع إلی هذا الجمال یفترض الافتراق عن عوائق الحس و الاهتداء إلی مرجعیة الجمال المثالی عن طریق العقل.
العشق هو تلک الحالة التی ینفصل فیها الإنسان عن ذاته للالتحاق بکمال مصدر الخلق،بهدف خلق توازن وجودی و نفسی بین کمال النفس و الکمال الذی یجسده الجمال المطلق."