ملخص الجهاز:
"و باختصار فقد وضعت الانتفاضة الکیان الإسرائیلی فی مأزق من حیث کیفیة التعامل معها،فلم تعد القوة العسکریة قادرة علی حسم الموقف،خصوصا و أن هناک سقفا لاستخدام هذه القوة و لأسباب عدیدة،یبدو أن أهمها یتمثل فی أن الانتفاضة قد أثبتت أن الفلسطینیین یملکون الآن أمرین لا تصلح مصادر القوة المادیة فی التعامل معهما،هذان الأمران هما:العدد و الشرعیة:و هنا بتبادر إلی الذهن لیس فقط تضامن عرب 8491،و الذین یبلغ عددهم الآن خمس سکان إسرائیل،مع إخوانهم فی الضفة و القطاع و الذین یبلغ عددهم حوالی أربعة ملایین فلسطینی،و لکن أیضا تداخل المناطق الفلسطینیة الخاضعة للسلطة الفلسطینیة،مع تلک الخاضعة للاحتلال الإسرائیلی،مع الجیوبی الاستیطانیة الیهودیة فی کل تلک المناطق،هذا بالاضافة إلی أن السلطات الإسرائیلیة فی النهایة تواجه مدنیین عزل،و لها صورة دولیة ترید أن تحافظ علیها،کما أنها تخشی تفجر الأوضاع لدی عرب 8491 بشکل یصعب-أو بتعذر-علیها مواجهتها،و ربما تؤدی-فی کل الأحوال-إلی شروخ واسعة بجدار الدولة العبریة.
و مع فشل کامب-دافید-2 أصبحت حکومة باراک فی أزمة حقیقیة مما دفع باراک دون جدوی إنقاذ حکومته من خلال السعی الی تشکیل حکومة ائتلافیه جدیدة لکن انفجار الانتفاضة قد صعب من هذه المهمة،فقد تعمقت الخلافات بین الأحزاب و القوی السیاسیة المختلفة حول کیفیة مواجهة الانتفاضة و تعثر محاولات فرض الارادة الاسرائیلیة علی الفلسطینیین،و حول الأسلوب الأمثل لتحقیق الأمن للدولة العبریة،و هل یتم ذلک من خلال الحکومة القائمة أم أن الأمر یتطلب تشکیل حکومة طوارئ تجمع أو تضم الأحزاب الکبری و الفاعلة التی یمکنها السیطرة عل الموقف المتدهور أمنیا و سیاسیا؟ و ما بین التفاوض مع لیکود علی تشکیل حکومة طوارئ من جانب و التفاهم مع حزب شاس علی انقاذ حکومته لمدة شهر بدار باراک متخبطا و فاقدا للإتجاه الذی لم یستهدف سوی إطالة أمد حکومته."