ملخص الجهاز:
"ذلک أن تحقیق الأمن القومی لدولة ما،أو لمجموعة من الدول،إنما یتم من خلال مسلکین:إما تعظیم قوة الدولة،و بالذات القوة العسکریة،و إما من خلال التعاون الدولی،و الوصول إلی مجموعة من الترتیبات و الأوضاع التی تحقق هذا الأمن،من هذه الترتیبات،ضمانات الأمن الجماعی،و المنظمات الدولیة،و نزع السلاح أو ضبط التسلح.
من هنا تجیء أهمیة هذه المجموعة من الدراسات، التی یتناولها الملف،و التی تمثل جزءا من بحث اکبر، و تتناول قضایا نزع السلاح،من وجهة نظر السیاسیة الخارجیة المصریة،فتعرض لتفکیر القیادة السیاسیة و رجال الدبلوماسیة المصریة فی هذا الصدد،و تتناول أسباب سباق التسلح،الذی اشترکت فیه مصر، و استخدام القوة کأداة لتحقیق المصالح القومیة، و السلاح کعنصر ردع،و احتمالات استخدام نزع السلاح،کأحد أدوات تسویة الصراع العربی- الإسرائیلی.
و السؤال بعبارة أخری،هو:هل تنشب الحروب و الصراعات لأن الدول تملک السلاح؟أم أن الدول تلجأ إلی صناعة السلاح أو استیراده،لأنها طرف فی صراع ما؟إن أهمیة هذا السؤال،لا تتعلق بالاعتبارات النظریة فحسب بل إنها ترتبط مباشرة،بتحلیل الصراع العربی-الاسرائیلی.
و هکذا فإن دراسة سباق التسلح من ناحیة،و ضبط التسلح من ناحیة أخری،إنما یمثلان أحد الجوانب التی یطرحها الصراع العربی- الاسرائیلی.
3-قضایا الدراسة و فی هذا الاطار،تسعی هذه المجموعة من الدراسات،إلی طرح-و محاولة الاجابة-عن عدد من التساؤلات،التی تدور حول محاور ثلاثة: اولا:الموقف المصری تجاه قضایا نزع السلاح عموما،و یتضمن ذلک دراسة موقف السیاسة الخارجیة المصریة،تجاه عدید من الموضوعات،مثل نزع السلاح عموما،و علاقة نزع السلاح بالسلام العالمی،و قضیة انتشار الأسلحة النوویة،و قضیة الحد من الأسلحة الاستراتیجیة،و معاهده الحظر الجزئی للتجارب النوویة.
2-إن القیادة المصریة،تنظر إلی سباق التسلح فی المنطقة،کأمر مفروض علی مصر،و أنها قد دخلت هذا المیدان کأحد أبعاد الصراع العربی الاسرائیلی، و کرد فعل للتسلح الاسرائیلی."