ملخص الجهاز:
"العلاقات الفلسطینیة الأردنیة-المواجهة السیاسیة: منذ انتهاء الوجود الفدائی فی الأردن،وضعت حرکة المقاومة،المعرکة السیاسیة مع النظام الأردنی علی رأس جدول أعمالها،و أصبح هدف إسقاط النظام الأردنی،و إقامة سلطة وطنیة،أحد الأهداف الرئیسیة لحرکة المقاومة التی اعتبرت إنجاز هذا الهدف ضرورة،فی تمکین الشعب الفلسطینی من حشد طاقاته بشکل کامل فی اتجاه إسرائیل،و بالمقابل،أخذ الأردن یسعی إلی تأکید تمثیله للشعب الفلسطینی فی الضفة الغربیة،و کان أبرز تحرک فی هذا السیاق،هو طرح مشروع«المملکة العربیة المتحدة»التی تضم شرق الأردن(القطر الأردنی)و عاصمته عمان، و هی فی الوقت نفسه،عاصمة المملکة المتحدة، و الضفة الغربیة و أیة أراض أخری تتحرر(القطر الفلسطینی)و عاصمته القدس،و یکون الملک حسین علی رأس هذه المملکة،و یعاونه حاکم تنفیذی فی کل قطر.
و لکن إزاء رفض المنظمة لهذا المنطق الذی یعنی تمزیق الشعب الفلسطینی إلی شعبین،و إزاء التعاطف العربی مع المنظمة،اضطر الأردن للتراجع أکثر،فأعلن أنه «إذا اتجهت إرادة الدول العربیة إلی إیجاد وضع جدید یلق علی منظمة التحریر وحدها مسئولیة البحث و السعی و العمل لاسترجاع الأرض الفلسطینیة المحتلة،بما فیها الضفة الغربیة و القدس،فلا نملک إزاءه أمام الاخوة العرب،إلا أن نستجیب لاجماعهم،و نعتبره إلغاء لنا من مسئولیاتنا،و نجعل الحکم علی هذا القرار للتاریخ وحده»،و رغم تراجع الأردن فی قضیة تمثیل الشعب الفلسطینی،إلا أنه ظل یرفض باصرار،عودة الوجود الفدائی إلی الأردن بأیة صورة،و من ثم ظل التوتر هو السمة السائدة للعلاقات مع منظمة التحریر،التی ظلت تنظر بعین الشک إلی أی تحرک أردنی،و تربط أی تطور فی موقفها من الأردن،بتغییر الأردن لموقفه من العمل الفدائی."