الصراع و التعاون فی البحر الأحمر: الجوانب الإستراتیجیة فی صراعات البحر الأحمر مقالة

"و یمکن تلخیص النقاط الأساسیة للموضوع،فی ثلاث قضایا:الأولی تتعلق بالأهمیة الاستراتیچیة للبحر الأحمر،و الثانیة تعنی بوجود القوی الکبری فی البحر الأحمر،و الثالثة تعالج موقع‌ البحر الأحمر بین النظم الاقلیمیة الفرعیة المکونة للنظام‌ الدولی المبحث الأول:الأهمیة الاستراتیچیة للبحر الأحمر تساعد الجغرافیا السیاسیة و الاقتصادیة فی فهم‌ أعمق للمغزی الاستراتیچی للبحر الأحمر،إذ أن‌ الأهمیة القصوی لمنطقة البحر الأحمر،تنبع من‌ مجموعة من الحقائق القدیمة،و المتغیرات الجدیدة، فالموقع الجغرافی السیاسی للبحر الأحمر،یلاصق‌ الساحل الشرقی لأفریقیا،و الساحل الغربی لشبه‌ الجزیرة العربیة،ثم قناة السویس کبوأبة للبحر المتوسط،و باب المندب کمدخل للمحیط الهندی،ثم‌ یأتی البترول و طرق نقله،و اشتعال منطقة القرن‌ الأفریقی،و احتمالات التوتر و القلق الکامنة تحت‌ السطح فی مجتمعات المنطقة،فضلا عن الثروات‌ الکامنة فی قاع البحر و علی سواحله،و التی قربت‌ التکنولوچیا یوم استثمارها. مثلا نجد أن تصاعد الصراع‌ الدولی علی البترول،أو ما یسمیه بعضهم حرب‌ النفط-یتصل بأکثر من سبب بالبحر الأحمر،بسبب‌ مرور جانب هام من(06%من احتیاجات أوروبا الغربیة)من صادرات دول الخلیج خلال البحر الأحمر-سواء قناة السویس أو أنابیب سومید-إلی‌ الدول الأوروبیة،و بسبب الاقتراب الاستراتیچی‌ لمنطقة البحر الأحمر المشتعلة بالصراعات،من آبار البترول فی شرق شبه الجزیرة العربیة.. صحیح إن الوجود العسکری للقوی العظمی فی‌ البحر الأحمر،سواء بشکل مباشر(عدن/أثیوبیا) أو غیر مباشرة فی المناطق المجاورة،کالقرن الأفریقی‌ و المحیط الهندی،یؤثر علی میزان القوی فیما بین دول‌ المنطقة،الا أن قوة هذه الدول نفسها هی التی تشکل‌ الأساس لتقویم الوضع الاستراتیچی،و بالاخص أن‌ وجود القوی الکبری یترکز خارج البحر الأحمر أکثر منه داخله،و ان دعوتها للمنطقة،عادة ما تتم من‌ جانب القوی المحلیة،لسد النقص فی قوتها العسکریة أو وضعها الاقتصادی،الأمر الذی أحال المنطقة إلی‌ ساحة للصراع و التنافس."