ملخص الجهاز:
"و نری لزاما علینا الاشارة الی أنها فی جملتها تأخذ شکل«مجموعات»شاملة تحیط بمجمل المعرفة الزراعیة المتوافرة، بدءا من قدماء المؤلفین القرطاجیین و الاغریق و اللاتین فیما قبل الدعوة الاسلامیة،ثم المؤلفین النبطیین و مؤلفی بلاد الرافدین فیما یتعلق بالماضی القریب و تشتمل خاصة علی ثلاثة مصادر رئیسیة یرد الحدیث عنها و توضع موضع البحث الدقیق المنهجی باستمرار-لدی علماء الزراعة الأندلسیین علی وجه الخصوص-و تلک المصادر هی: کتاب الفلاحة النبطیة،و هو مجموعة من نصوص رافدیة تعود الی القرن الرابع و حتی السادس فی التأریخ العراقی،قام ابن وحشیة بترجمتها فی القرن التاسع؛و کتاب الفلاحد الرومیة،من تألیف Qustus و یرد ذکره أکثر من/042/مرة فی أشهر کتاب أندلسی من کتب القرن الثانی عشر ألا و هو:کتاب الفلاحة لابن العوام من مدینة اشبیلیة، و عند ابن بیطار المولود فی مالقة و الذی وضع فی القرن الرابع عشر کتابه:الجامع لمفردات الأدویة و الأغذیة،و فیه أکمل و أوفی شرح لمقادیر المفردات و العناصر الداخلة فی تصنیع الأدویة.
و هکذا ازداد البستان الأوروبی غنی بما و قد الیه من أشجار المشمش،و الخوخ و الکرز المستورد من ضفاف الأردن،و بالزراعات النبطیة المختلفة کالعناب الوافد من العراق، و الخروب من المشرق،و الموز من شبه الجزیرة العربیة،و الرمان الذی یذکر ابن العوام منه عشرة أصناف متنوعة،من بینها الصنف المسمی:الرمان الوبری،و قد أرسل الی عبد الرحمن الداخل فی اسبانیا«من بین هدایاعدة أرسلت الیه من بغداد و المدینة»و لذلک أطلق علی هذا الصنف من الرمان اسم:«سافاریا»أی:«المسافر»؛و جوز الهند، القادم من الهند،و القلیل التأقلم فی منطقة البحر الأبیض المتوسط لأسباب مناخیة،فلم تنجح زراعته خارج البساتین التجریبیة؛و شجرة اللوز؛و شجرة التوت التی قدر لها أن ترتبط زراعتها لاحقا بصناعة الحریر؛و نخیل البلح الذی خصه«کتاب الفلاحة النبطیة»بفصل کامل،و قیل انه قادم من بلاد الفرس،من جزیرة Harak فی الخلیج العربی؛ثم شجرة البرتقال طبعا،و الحامض،و الکباد،و الیوسفی،و کان من شأن الحمضیات ان تسود لفترة طویلة فی أوربا باعتبارها من منتجات الترف و البذخ،فهی کالتوابل و الأفاویة کانت تقدم أثناء الأعیاد کهدایا الی البلاطات الملکیة،و الأمیریة، و البابویة."