ملخص الجهاز:
"حفلت مقدمة المحقق بأشیاء کثیرة أولها ترجمة للمؤلف أبی أحمد العسکری مع ذکر لمؤلفاته التی بلغت اثنی عشر مؤلفا،و بعدها جری الحدیث عن تقسیم الناس الی طبقات ثلاث:الجهلة و العوام و الخواص،و لما بسط الکلام رأی أن الجهلة لا تستحق أیة عنایة أو محاولة للاصلاح فان العلم کفیل بالقضاء علیها اذا تیسر لهم الحصول علیه،و أورد قول الجاحظ:«و أما العوام من أهل ملتنا و دعوتنا و لغتنا و أدبنا و أخلاقنا فالطبقة التی عقولها و أخلاقها فوق تلک الأمم،و لم یبلغوا منزلة الخاصة منا»ثم حدد معنی اصطلاح التصحیف عندما تعرض لذکر الخواص فقال:«الا أن هناک نوعا آخر من الغلط و الوهم یتعرض له العلماء و الخواص من القراء و المحدثین و أصحاب الأخبار و اللغة فی محاضراتهم و حلقاتهم للتدریس و الاملاء و قد اصطلح علی تسمیته التصحیف،و منشؤه التباس الحروف و اهمال الضبط فی الکتابة العربیة بحیث لا یمکن لأحد مهما تقدم فی العلم أن یعتمد علی قراءته فی الصحف المکتوبة و یستغنی عن السماع من أفواه الثقات».
کان ذلک تجربة لها ما یبررها،و قد أشرت عند الکلام علی ابن عساکر الی مصورة جزء من تاریخ مدینة دمشق (من عبد الله بن عمران الی عبد الله بن قیس الأشعری)و قد ذکر فی المقدمة الأسباب التی دفعت القائمین علی شؤون المجمع الی نشر المصورات:«و یرجو المجمع و هو یلبی الحاجة الماسة الی تداول کتب التراث أن یکون هذا الأسلوب فی النشر سببا من أسباب الاقبال علی التحقیق و تیسیر و سائله بین أیدی المهتمین بالثقافة العربیة دراسة و تحقیقا،و هو بعد ذلک وسیلة من أفضل الوسائل للتعرف الی طریقة الکتابة العربیة و ما التزمه المؤلفون و النساخ العرب فی مؤلفاتهم و کتبهم من ضروب النقط و الشکل لضبط النصوص و سلامتها من التحریف و التصحیف مما یمهد أمام الناشئة العربیة صلة بکتب التراث أوثق و أشمل»7 و کان المجمع قد أصدر من قبل مصورة عن مخطوطة الجزء الأول من دیوان الفرزدق تمهد لها مقدمة رصینة تصفها و تنبیء بجلیل شأنها8."