ملخص الجهاز:
"فأنشر حدیث الاتجاهات المصریة فیما یلی،راجیا أن یتاح لی تتبع ما عسی أن یذاع عن الاتجاهات الأخری،فأحدث به قراء الرسالة لنقف علی وجهات النظر فی عالم الأدب العربی الحدیث بمختلف بلاده و هذا نص حدیثنا: کان أساتذتنا شیوخ الأدب فی مصر،أصحاب دعوة جدیدة فی التوجیه الأدبی،ظهروا بها فی الثورة علی من عاصروهم من قدامی الأدباء،و قاموا بدورهم الخالد فی نهضة الأدب العربی الحدیث،ارتادوا آفاق الآداب الأوربیة،و هم ذو و ثقافة عربیة و مواهب أصیلة،ثم کتبوا و ألفوا،حتی جمعوا لنا هذه الثروة الأدبیة التی تکون أدبنا الحدیث و موضوعنا-و هو«الاتجاهات الأدبیة الحدیثة فی مصر»-لا أرید له أن یعنی أولئک الأعلام و ذلک لأمرین،الأول أن ذلک الأدب قد شبع من درسه و الحدیث عنه،الأمر الثانی أنه قد تقادم عهده بعض الشئ،وجد بعده أو معه أدب أولی منه بلفظ«الحدیث»من الناحیة الزمنیة علی الأقل و قبل أن نقصد إلی هذا الأدب الحدیث،و نأخذ فی تبین اتجاهاته،أحب أن أذکر أمرا أراده محور هذا الموضوع ذلک أن المسألة فی اتجاه الأدب لیست مسألة الأدباء وحدهم،و إنما هی کذلک مسألة القراء،بل إننا إذا نظرنا إلی أن الکتاب کانوا قراء قبل أن یکونوا کتابا،و لعلهم أکثر الناس قراءة- إذا نظرنا إلی هذا وجدنا الأمر کله فی توجیه الأدب راجعا إلی القراء،فالجیل من الناس ینشعر بحاجاته،و یطلب من التفکیر و التعبیر ما یلائم روحه و عصره،فیخرج من صمیمه کتاب یعربون عنه و یقودون أفکاره کان الأدباء قدیما یلوذون بالملوک و الأمراء و أشباههم من الکبراء،لأنهم هم الذین یقرؤونهم أو یسمعونهم،و یجزونهم علی ما یقولون."