بدایة النهایة - مجلة الرسالة مقالة

"و بذلک تصبح هذه الحرکات قوة تمثل اتجاه‌ الزمن،و تشیر إلی إرادة الله فی الأرض،و تستمد الوقود من‌ الشعوب لا من الأفراد... و لقد کان الاستعمار یلجأ دائما إلی الهیئات الحاکمة فی کل‌ بلد مستعمر،فیستعین بها علی الشعوب؛و لکن الهیئات‌ الحاکمة لم تعمد تملک أن تقف فی معزل عن حرکة الشعوب... و لکن هیهات هیهات!لقد مضی الزمن الذی کانت‌ الحرکات الشعبیة فیه لا تزید علی أن تکون فورات وقنیة، تطفئها ضربة قویة،أو انقلاب سیاسی،أو مناوردة دبلوماسیة... لقد استحالت الحرکات الشعبیة تصمیما شعبیا لا یتزحزح-معهما تغیرت الأحوال-و إرادة واعیة تستمد وقودها من رجل‌ الشارع،لا من المفکرین و المتحمسین و الزعماء و لا أحسب أن انجلترا أو فرنسا تشک لحظة فی النهایة المحتومة؛ فإن تجارب البشریة کلها معروضة أمامها؛و هذه التجارب کلها تؤکد أنه ما من فکرة اعتنقها جمهور الشعب،حتی صارت‌ فکرته الخاصة،أمکن أن تقف فی طریقها قوة من القوی،فی‌ أی زمان أو مکان..."