ملخص الجهاز:
"وقت أن عرفنا المغفور له الأستاذ الدکتور أحمد زکی کنا معیدین فی الکلیة و کأغلب الشبان کان فینا طموح شاعرین بحاجة البلاد إلینا،و کان یبدو لنا أن أساتذتنا الأجانب لا یهتمون بإعدادنا لحمل الأمانة أو القیام بالدور الذی ینتظره الوطن منا،و کان طبیعیا أن نأنس إلی المصریین القلائل من کبار هیئة التدریس نبثهم آمالنا و نسألهم النصح و الإرشاد،و کان فی مقدمة أولئکم فقیدنا الکبیر،و هنا ازدت معرفة به و قد وجدت دائما عنده الرأی الصائب و الرؤیة الصافیة و النصح المخلص الأمین و الصراحة التامة و البعد عن تزیین الحقائق المرة و تزییقها و کان یواجهنا بمواضع الخطأ فی تفکیرنا إذا رأی شیئا من ذلک و لا یأبه لما یترک ذلک من أثر غیر محمود عند من.
و فی سنة 6391 أیضا أنشیء المجلس الأعلی للبحوث یضم أساطین العلم و الصناعة و الاقتصاد،و کان المغفور له الدکتور أحمد زکی أول سکرتیر لهذه المجلس و أول مدیر له،و استمر اتصالنا به عن طریق المصلحة و المجلس،و کان یجمع بینهما،و توثقت بیننا أواصر التعارف ثم الصداقة فکنا نتردد علیه زائرین له فی عمله و فی منزله الذی کنا ندعی إلیه أحیانا،و لیس بخاف أن للدکتور زکی الفضل الکبیر فی إنشاء هذا الذی سمی فیما بعد وفاة الملک فؤاد:«مجلس فؤاد الأول الأهلی للبحوث»،کما أن له الفضل الأکبر فی نفخ الروح فیه،فقد دأب علی حفز أولی الأمر فی ذلک الوقت علی الاهتمام به،و إخراج مراکز البحوث إلی الوجود،و قد شاءت له دقنه العلمیة و سمو همته أن تکون هذه المراکز علی أحدث ما وصلت إلیه العلوم و الفنون."