ملخص الجهاز:
"الأدب و اللغة من الکائنات الحیة للأدیب محمد عثمان الصمدی -3- کان هذا کله لأن الذوق الأدبی کان قد تعقد و أصبح موضوعیا إلی أبعد حد،فلا یرضی إلا عن الخصب و الغزارة.
و نحو هذا تحدید بعض المعانی علی ضوء المعرفة النحویة،کما تقول حین ترید التعظیم:«إنا أرسلنا إلیک الکتاب»و قد کان حسب المرسل إلیه أن یفهم أن الکتاب قد صار إلیه و السلام.
و رأیی-و لعله أن یکون من الغرابة بمکان فی أنفس بعض الناس-أن أمادیحه فی الخلفاء بوجه عام أضعف من مئیلاتها فی القواد و الحکام و ملوک الأطراف و عدا هذا فقد کانت له تأملات شعریة یغلب علیها العقل الخالص دون سواه،و منذ أن استأثرت العقلیات بالسیطرة علی الأفئدة و النفوس،تطلع الناس إلی آفاق من المعرفة لم تکن معروفة من قبل.
و لکن هذا شئ و روح العصر شئ آخر (1)أد الکاتب لابن قتیبة ص 1 (2)أدب الکاتب نفسه ص 7 (3)أدب الکاتب أیضا ص 6 و ما زال العقل یقوی سلطانه و یشتد،حتی ینتهی الأدب إلی شیخوخته فی العهد العباسی الثانی.
و أقف لأسأل القارئ هذا السؤال:إلی أی طور کان یمکن أن یتطور إلیه الأدب بعد أن بلغ هذه المرحلة؛مرحلة العقل؟أما أنا فأری أنه قد أدرکته الشیخوخة،و ما بعدها غیر الموت.
و نحن ما سقنا هذا البحث من أوله إلی هذه المرحلة؛ و ما طرأ علی الأدب فی أثناء ذلک من تحول و تطور،إلا لیکون کله تعلیلا لها.
و إلی هذا فقد کان أمام اللغة طور لم یفض بعد إلی غایته،و هو طور الفقه فیها و فلسفتها و تدوینها علی نحو أوسع شمولا و إحاطة و مما یزیدنا یقینا بأن الأدب لذلک العهد فی الخفقة الأخیرة ما نراه عند شعراء البیئات العربیة الموسومة بالمحافظة و عند أشیاعها من مغازلة لبعض الألفاظ اللغویة."