ملخص الجهاز:
"و خلال مباشرتنا الأبحاث الحقلیة لبعض الظواهر البنائیة تنامت الأسئلة و توسعت دائرتها الی الحد الذی فرض علینا اعادة مراجعة المفاهیم و فحص محتویاتها،و اعادة ترتیبها و توحیدها بالقدر الممکن مع المضامین البنائیة المعدة داخل البناء الاجتماعی القروی،و کمثال علی هذه المعاناة،وقفنا امام مفهوم العائلة، و وجهنا الی أنفسنا السؤال التالی:تری هل نستطیع ان نأخذ هذا المفهوم کما هو مستعمل فی العلوم الاجتماعیة الغربیة،و نلبسه علی«العائلة»کوحدة بنائیة فی القریة السوریة،بما یتضمنه من عناصر بنیویة خاصة بالمجتمعات الغربیة؟مع العلم ان مسألة القبول أو الرفض لیست مسألة ذاتیة، و انما تقررها الخصائص البنیویة التی تتمتع بها العائلة داخل القریة السوریة.
ذلک علی وجه الدقة مظاهر و ظروف المرحلة الانحطاطیة الجدیدة،و لقد برزت محاولات جادة علی الساحة العربیة لا یقاف عملیة التزویر و صد الغزو الهمجی الآتی من الخارج و الداخل،و نجحت بعض هذه المحاولات فی حدودها الدنیا،و سقطت محاولات أخری،و بقی فی الأذهان ثمة أمل لانقاذ و احیاء العناصر الاجتماعیة و الثقافیة و الفکریة التی داهمتها و حاولت اغتیالها عملیة التزویر،و لکن و علی ما یبدو أن القوی الاجتماعیة التی تأهبت للمعرکة فی أکثر من قطر کانت ضعیفة الی الحد الذی لم تستطع به أن تحمل هذه الترکة الثقیلة،أو ان الأفکار و المبادیء الوحدویة الاشتراکیة ولدت قبل أوانها ثم جاءت أحداث ایلول الأسود فی الاردن،لتؤکد ضیاع زمام المبادرة من الحرکة الوطنیة القومیة فی أکثر من موقف و مسألة،و بقیت ریاح الانحطاطیة الجدیدة تهب من أکثر من مکان علی الوطن العربی، و کانت الفئات القطریة من انعزالیة و عملاء حضاریین،و هی القوی التی تفتح الأبواب امام هذه الریاح لتعصف بتاریخ هذه الأمة و بمقومات وجودها."