ملخص الجهاز:
"ملاحق:مکانة الانسان المکلف فی المناهج الاجتهادیة مساهمة الدکتور محمد فاروق النبهان مدیر دار الحدیث الحسنیة المقدمة إلی المؤتمر العالمی الثامن للوحدة الاسلامیة بطهران الذی انعقد خلال شهر ریبع الأول عام 1416 هـ حظی الإنسان فی القرآن الکریم باهتمام متمیز،سواء من حیث مکانته الإنسانیة أو من حیث حقوقه المادیة،و تعبتر لفظة "الخلافة"من أبرز الدلائل علی هذه المکانة،التی تؤهله لخلافة الأرض،و التحکم فی أمرها،و النظر فی شؤونها،و الاستفادة من خیراتها،و تطویر وسائل الحیاة فیها،قال تعالی و إذ قال ربک للملائکة إنی جاعل فی الأرض خلیفة قالوا أتجعل فیها من یفسد فیها،و یسفک الدماء و نحن نسبح بحمدک و نقدس لک قال إنی أعلم ما لا تعلمون البقرة 80.
و هذه المبادئ و القواعد و الأحکام تؤکد عظمة الفقه الإسلامی فی إقراره لمبدأ حقوق الإنسان،و یعتبر النموذج الإسلامی فیما یتعلق بهذا المفهوم النموذج الأفضل و الأشمل،لأنه ینطلق من منطلق ترسیخ قیم اجتماعیة تجعل التفاوت بین البشر من السلوکیات المنبوذة و المکروهة فی المجتمعات الإسلامیة التی تدین فی رؤیتها لکرامة الإنسان و حقوقه من عقیدة راسخة مکینة فی النفس،و من تربیة إسلامیة تدین کل أنواع التمییز العرقی و القومی، و تجعل البشر فی موطن العبودیة لله تعالی،یلتقون فی رحاب الانتماء الإنسانی علی صفة التکلیف،التی لا تفرق بین البشر، و تجعل معیار التمیز خاضعا لسلوکیات الاستقامة و إرادة الخیر..
و من أبرز المواقف الإسلامیة التی تجلت فیها ثقة الإسلام بالإنسان«الاحتکام إلی العقل البشری»فیما لم یرد به نص من الوقائع و النوازل،مما یدخل فی إطار الأحکام الاجتهادیة، و الاجتهاد هو المصدر العقلی الذی أقرته الشریعة الإسلامیة و احتکمت إلیه،و اعتبره علماء الأصول من المصادر الأصلیة، و وضعوا له قواعده و ضوابطه،لکی یکون أداة لاستکشاف الحکم الشرعی."