ملخص الجهاز:
"بعد هذا الایضاح الفکری للأتجاهات المنطقیة،نتسأل:إلی ای حد اقترب(ابن رشد)من هذا التحدید لمهمة المنطق؟و هل انشغل بتشریح اللغة و دراستها من زاویة المنطق؟و ما هی الاشتراطات المنطقیة التی وضعها فی بحثه للغة؟نقول ممهدین للاجابة عن هذه التساؤلات،ان شغل الفلاسفة الشاغل،عبر التاریخ الطویل،انحصر فی تحدید مواقف لهم اتجاه المشکلات التی واجهتهم،و کتاباتهم تشیر إلی ذلک،اذ لا نجدها تقف عند حدود حقل فلسفی معین(البحث المیتا فیزیفی و الاخلاقی)بل امتدت إلی مختلف حقول المعرفة و من خلال النظر إلی الخط الفلسفی العام و منذ بدایة تبلوره و حتی الفترة التی تؤشر لها،نجد ان اهتمام الفلاسفة اتجه نحو المعرفة و المنطق(ای وضع شروط لصیاغة ای نظریة فلسفیة،الجهاز الحسی او التجریبی باعتباره القناة التی یطل منها الفیلسوف علی العالم،و قواعد و شروط المنطق بکونها ضوابط تساعد فی تشکیل صیغة نظریة متینة)و کان لابن رشد حظ کبیر فی هذه الدراسات.
فاذا فرغنا من هذا الجنس من النظر و حصلت عندنا الآلات التی بها نقدر علی الاعتبار فی الموجودات،و دلالة الصنعة فیها-فان من لا یعرف الصنعة لا یعرف المصنوع،و من لا یعرف المصنوع لا یعرف الصانع- فقد یجب ان نشرع فی الفحص عن الموجودات،علی الترتیب و النحو الذی استفدناه من صناعة المعرفة بالمقاییس البرهانیة»36نقول ان مشروع (ابن رشد)المنطقی استهدف تحقیق الخطوات الآتیة: اولا:تنقیة المفاهیم التی تشکل الف باء الجهاز اللغوی للرؤیة الفقهیة، و تحقق هذا عنده عن طریق التمییز بین: 1-اللغة الظاهریة و ما تحویه من مفاهیم،عبرت عن هذه الرؤیة، فاثارت جملة مشکلات نتیجة ما تحمله من معنی ظاهری،فالتصق بسبب ذلک غموض و لبس بالمفاهیم فابتعدت عن الدقة و الوضوح«نعلم علی القطع انه لا یؤدی النظر البرهانی الی مخالفة ما ورد به الشرع،فان الحق م/63/م."