ملخص الجهاز:
"اذن یجب ان یتحلی الرئیس الامریکی بشجاعة اتخاذ القرارات الکبری لان الوضع لا یحتمل التسویف و قد کان اکثر المرشحین شجاعة هو روس بیرو الذی سمی الاشیاء یبأسمائها،و اعلن انه یستطیع توفیر 067 ملیارد دولار عن طریق خفض النفقات غیر الاساسیة بنسبة 51%و الغاء النفقات العسکریة و اعادة النظر فی الدخول الحقیقیة و محاسبتها ضریبیا من واقع ذلک و هذا الموضوع شائک للغایة بالنسبة للمواطن الامریکی لذلک لم یتعرض له بوش أی کلینتون بشکل کاف.
و هذا المطلب یبدو معقولات جدا خاصة فی ظروف انتهاء الحرب الباردة،و لکن انتقال اعتمادات الدفاع الی المجالات المدنیة لیس سهلا و قد لا یمکن تحقیقه تفکک نظام الرعایة الصحیة: ان النظام الصحی فی الولایات المتحدة لا یعمل بطریقة سلیمة و یتضمن تناقضات کثیرة،و قد اصبح اصلاح هذا النظام علی رأس المطالب التی تهم الناخب الامریکی.
ان مؤسسة کارنیجی تتحدث عن ضرورة تغییر نظام الاولویات فتقول:«ان القوة الخارجیة الامریکیة یجب ان تقوم الیوم علی اساس إنعاش القوة الداخلیة و تقویتها و اعادة بناء الاساس الاقتصادی الذی یجب ان یحظی فی الوقت الحالی بالاولویة المطلقة» و فی الواقع ان هذا المنهج لا یختلف علیه المعسکران الجمهوری و الدیموقراطی،فالاثنا متفقان علی ان تظل الولایات المتحدة قوة عظمی عسکریا و اقتصادیا.
ان الافتقار الی النظرة المستقبلیة الشاملة و عدم الاهتمام بمحاولة حل المشکلات قبل تفاقمها قد أدی الی أزمات خطیرة،مثل تدهور العلاقات بین الولایات المتحدة و الیابان و هی علاقات بالغة الحیویة بالنسبة للمصالح الأمریکیة،و کان یجب علی الادارة الامریکیة ان تعید تشکیل السیاسة الخارجیة للولایات المتحدة،لان مؤسسات و برامج هذه السیاسة موجه الی عالم لم یعد له وجود،فمثلا المساعدات الخارجیة ما زالت تعکس اولویات الحرب الباردة،کما ان میزانیة الدفاع لا تتلاءم مع متطلبات الأمن الحالیة."