ملخص الجهاز:
"اذ بدأ من ردود الفعل الفلسطینیة و السوریة أن الاتفاق المذکور،الذییقترب لدی البعض من مفهوم اعلان المبادیء المشترک،جاء کخطوة مفاجئة تماما،تتعارض من حیث الشکل مع مبدأ توازن مسارات التفاوض،و تتجاوز من حیث الجوهر بعض الثوابت المتفق علیها بین المفاوضین العرب،کعدم الاشارة الی الأرض المحتلة و قرارات الأمم المتحدة فی مسألة اللاجئین،و استثناء القدس الشرقیة عند الاشارة الی الضفة و غزة التی ذکر انها«أراض خاضعة للادارة العسکریة الاسرائیلیة»،و بغض النظر عن مضمون الاتفاق،فإن ما یهم فی هذا الموضع،هو دلالته بالنسبة لقضیة التنسیق العربی و مدی علم کل طرف من الاطراف العربیة و إحاطته بما یدور من حقائق علی بقیة المسارات.
إلی ذلک،ربما لا نذهب بعیدا إذا أثرنا بعض التساؤلات التی تبدو فی ظاهرها بعیدة عن حقل البحث فی تأثیارت البیئة الاقلیمیة علی المفاوضات حالیا و علی مخرجاتها فی المستقبل و من ذلک مثلا مما یتعلق بالصلة بین دعوات دمقرطة النظم السیاسیة و احترام التعددیة السیاسیة و حقوق الانسان فی المنطقة و بین مسار المفاوضات و إستقرار النتائج التی قد تسفر عنها بصیغة أخری و هل هناک علاقة مباشرة أو غیر مباشرة بین ظاهرتی الدفع باتجاه تغیرات داخلیة فی بیئة القوی المتفاوضة و بین مسار المفاوضات و نتائجها فی المدی المتوسط و البعید؟لا شک فی أن محاولة الکشف عن هذه العلاقة تنتقل بنا الی مستوی أکثر عمقا من التحلیل بید أن تحری تأثیر التطورات و التفاعلات الجابریة داخل البیئة الداخلیة لدی الأطراف الاقلیمیة المعنیة بمسار التفاوض و نتائجة سوف تقود الی معرفة اکثر جذریة بمستقبل الخرائط التی ستنتهی الیها المفاوضات الحالیة.."