ملخص الجهاز:
"و یتناول هذا التقریر أهم ملامح الموقف الاسرائیلی من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوویة فی نقطتین،تتصل الأولی بأسس هذا الموقف کما هو مطروح من جانب المسئولین و الأکادیمیین الاسرائیلیین،و ترکز الثانیة علی التصورات الإسرائیلیة البدیلة للتعامل مع المشکلة النوویة فی المنطقة،و ذلک کما یلی: أولا:أسس الموقف الإسرائیلی من معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النوویة: تطرح التصریحات و الکتابات الإسرائیلیة مبررات مختلفة تمثل أسسا لموقف إسرائیلی متماسک تجاه قضیة الإنضمام إلی معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوویة، و یمکن بدایة طرح ملاحظتین بهذا الشأن: 1-أن هناک توافقا عاما فی إسرائیل بالنسبة للموقف المعلن تجاه المعاهدة،فی إطار التوافق القائم تجاه القضیة النوویة عموما،فالموقف المطروح لیس موقف حکومة حزب العمل،و لا یتأثر بتوجهات کبار المسئولین فیها،فقد کان کل من بیریز(أحد أهم ثلاثة إسرائیلیین أقاموا البرنامج النووی)و رابین علی طرفی نقیض فی توجهاتهما بشأن أهمیة امتلاک سلاح نووی.
و لقد استمرت فی الفترة التالیة توجهات اسرائیل بشأن مشروعها البدیل،إلی أن صدرت التصریحات المشار الیها (4991)من جانب کل من رئیس الوزراء،و وزیر الخارجیة الاسرائیلیین فی إطار التعامل مع ضغوط مصر لدفع اسرائیل إلی اتباع المسار الخاص بالنظام الدولی لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النوویة کخطوة اولی و یبدو من تحلیل مجمل التصریحات و الوثائق الاسرائیلیة الخاصة بمقترحاتها المتصلة بالمنطقة الخالیة من الاسلحة النوویة،أن المشروع الاسرائیلی یستند علی عدة عناصر،أهمها: 1-ان الاسلحة النوویة تعتبر قضیة و آلیة،أو هدف و وسیلة فی المشروع،فالمسئولون الاسرائیلیون لا یتجاهلون اسلحة التدمیر الشامل الاخری،أو الصواریخ ارض-ارض،أو الأسلحة التقلیدیة،أو حتی ترتیبات الأمن الفرعیة،لکن هذه العناصر الاخری،إما أنها تدخل فی إطار«الصفقة»التی ترتب لاخلاء المنطقة من الأسلحة النوویة،أو تطرح تحت بند إجراءات بناء الثقة."