ملخص الجهاز:
"و یشیر الباحث الی انه رغم أهمیتها بعض الافکار التی تضمنتها مقترحات الدکتور بطرس غالی الا انها تعانی من نوعیة من الخلل: الاول:انها تتطرق الی موضوع تعدیل المیثاق لان التفویض الصادر الیه من مجلس الامن کان ینصرف الی بحث سبل زیادة فاعلیة الامم المتحدة فی إطار المیثاق الحالی،مما حد کثیرا من شمولیة هذه المقترحات و إغفال قضایا حیویة یستحیل إصلاح الأمم المتحدة بدون التطرق الیها مثل:توسیع مجلس الامن مثلا أو تعدیل إجراءات التصویب فیه.
و أنه بصرف النظر عن أی خلافات،أو إختلافات فی الرؤی،عن الهیکل التنظیمی الأمثل و الأقدر علی القیام بالأعباء المطلویة من الأمم المتحدة فی المرحلة القادمة،الا أن فاعلیة هذه المنظمة العالمیة سوف تتوقف فی تقدیر الباحث علی توافر شرطین: الاول:وجود جیش دولی دائم و ثابت یتم الاتفاق علی معاییر تشکیله و أسالیب إعداده و تدریبه أو أی صیغة تضمن لمجلس الأمن القدرة علی تدخل فعال فی کل الأزمات الدولیة التی تتطلب مثل هذا التدخل.
و قد ساق الباحث بعض الشواهد التی تدل علی ذلک،و أشار الی ان هذه الشواهد کلها و غیرها تدل علی أن المجتمع الدولی لیس ناضجا بعد بما یکفی لادخال إصلاحات جوهریة علی الأمم المتحدة و انه یتعین علی المجتمع الدولی فیما یتعلق بإصلاح الامم المتحدة ان یختار واحدا من بدائل ثلاثة: الاول:القیام بعملیة تجدید أو إصلاح شامل،و هذا بدیل یبدو مستبعدا فی الوقت الراهن لعدم توافر شروطه،فالاصلاح الجذری للأمم المتحدة معناه ببساطة القبول بإدارة جماعیة مشترکة للنظام العالمی،فلکی تقبل الدول الکبری الأعضاء الدائمین فی مجلس الامن،و خاصة الولایات المتحدة،مثل هذه الادارة الجماعیة سیتعین توافر قدر معقول من موازین القوی فی النظام الدولی،و هو شرط غیر متوافر حالیا."