ملخص الجهاز:
"قمة عمان و التعاون الاقتصادی الإقلیمی فی الشرق الأوسط (به تصویر صفحه مراجعه شود) نرمین السعدنی یمثل انعقاد مؤتمر عمان فی أکتوبر 5991،استکمالا لمرحلة بدأت بانعقاد مؤتمر الدار البیضاء فی أواخر عام 4991 و الذی یعتبر أولی خطوات تکثیف التفاعلات الاقتصادیة فی اقلیم الشرق الأوسط بحسب المنظومة الأمریکیة-الاسرائیلیة،التی تهدف بشکل خاص الی تعزیز موقف اسرائیل داخل المنطقة العربیة و تتیح الفرصة أمامها للاندماج فی شبکة علاقات اقتصادیة مع العرب و من ثم تسویة الصراع العربی-الاسرائیلی علی أساس أن التزامن بین المحادثات السیاسیة و الاقتصادیة من شأنه أن یعجل بعملیة السلام السیاسی المطلوبة.
أما بقیة الدول العربیة-باستثناء قطر-فقد اعترضت علی آلیة الإئتمان لهذا البنک بأن طالبت أن یتم منح القروض بشروط میسرة و بسعر فائدة منخفض عن بقیة المؤسسات المماثلة ولکن واقع الأمر یقول أنه لن یختلف فی کثیر من شروطه عن البنوک التجاریة الأخری و من ثم سوف تخدم آلیاته المشروعات الاسرائیلیة المشترکة بینها و بین الدول العربیة،فالهدف الأمریکی واضح من انشاء هذا البنک،فالغاء المقاطعة العربیة لاسرائیل و تطبیق العلاقات فیما بینهم بعد الهدف الأول للولایات المتحدة.
معنی هذا أن النتیجة الأولی لقمة عمان تتضمن اعادة توزیع الثروة العروبیة بین العرب و اسرائیل لیس حتی علی أساس المساواة فیها بینهم ولکن علی أساس أن الأموال العربیة لابد أن توجه بشکل ینمی الاقتصاد الاسرائیلی من خلال تمویل المشروعات التی قدمتها اسرائیل للمؤتمر،و بناء الکیان الشرق أوسطی الذی طالما سعت اسرائیل الی إنشائه.
معنی هذا أن المفهوم الاسرائیلی نحو"خصخصة السلام"یزداد تأکیدا فی کل مرحلة من مراحل التعاون الإقلیمی،إذ أن الاعتماد علی القطاع الخاص و رجال الأعمال سوف یشکل أداة للضفط علی الحکومات و التی من شأنها أن تؤدی الی الفصل بین السلام السیاسی-الذی لا تزال اسرائیل تراوغ بشأنه- و السلام الاقتصادی-الذی تلح علیه بشدة فی جمیع محادثاتها."