ملخص الجهاز:
"المرأة مبعث العاطفة و ریحانة الرجل و دلیله الی الخیر و الرشاد إذا کانت فاضلة نبیلة-و ما احسن الفضل و النبل فیها-و واسطة الصلاح و السداد،و کم امرأة فاضلة کانت تشارک الرجل فی الأمور العامة فتصلح ما افسد الرجال بحسن رأی و تعقل رحنکة هذه بهیة بنت اوس بن حارثة بن لام الطائی تری من حسن رأیها و سمو مدارکها و مکاتتها السامیة بین قومها،إنها اصلحت تلک الحرب الضروس و المعمعة الدامیة بین عبس و ذبیان و ذلک لما تزوجت من الحارث ابن عوف المری انها لم تقبل دخوله علیها إلا بعد أن یصلح تلک الحروب الشعواء قائلة-اخرج الی هؤلاء فاصلح بینهم ثم ارجع الی-بادر الزوج الی الخروج ثم لم یأل جهدا فی اصلاح هاتیک الطائفتین حتی اصلحهما بماله و سعیه و رجع الیها بالمطلوب،هکذا تری هذه المرأة النبیلة سببت حفظ انفس عزیزة و اموال ثمینة و اعراض مصونة(و ما المسبب لو لم ینجح السبب)رأت انها لا تستطیع ان تدفع بنفسها مضرات تلک الغارات و کان ضمیرها الحی یبعثها علی قطع بذور الشر و یستحثها علی جمع کلمة قومها حتی وجدت الوسیلة التی تنقذها من مرارة التفکیر بزواجها لذلک تراها بادرت قبل کل شیء لا ظهار تلک العاطفة التی کانت تأکل قلبها اشفاقا و رحمة و حبا لقومها فمنعت الزوج عن الاختلاف الیها قبل اصلاح الحرب فأنته من طریق العاطفة بقوة الإرادة و حسن التبصر فی الأمور و حرکت کوامن عزمه و مضمرات عطفه و لو لا الحزم الذی یتجلی لک فی نفسها الأبیة لتطاحنت العرب فیما بینها و انت تری ان الفضل فی ذلک کله لها لا له لأنه لم یدرک بنفسه قبل الاقتران بها هذه المهمة و لم تتحرک عواطفه او لم تحرکها اصابع المرأة بداعی حب الخیر و السلامة لأبناء جلدتها."