ملخص الجهاز:
"و لیس من المدهش أن تنهار مدنیة کهذه أصبحت فیها مثل هذه الصرامة أمرا مرضیا و الشخصیة الفردیة مختفیة تقریبا-کما فی الامبراطوریتین المصریة و الرومانیة خلال فترة انهیارهما أمام«البرابرة» المتخلفین انتاجیا و الذین للفردیة لدیهم-علی أیة حال-مجال أکبر من الحریة.
و اذا ما تذکرنا أنه یبدو فی کل العصور و کأن هناک شیئا بسیطا و مباشرا یتعلق بالشعر،و أن الشعر الجید یمکن أن یکتب من قبل من هو غیر ناضج نسبیا،و أن له طبیعة أکثر أتساما بالشخصانیة و العاطفیة بالمقارنة مع أشکال الفن الادبی،لأمکننا أن نحزر مسبقا أن الشعر یعبر بأسلوب خاص عن الجزء التکوینی الغریزی من الفرد،بالمقارنة مع الروایة التی تعبر عن الفرد کنمط مکیف،کشخصیة اجتماعیة،عن الفرد الانسان کما هو مدرک فی المجتمع.
من هذا المجتمع الذی لا یعرف التمییز فان نمط الطبقة الخاص بالکاهن و المحامی و الاداری و الجندی یبرز بتقسیم العمل، و بالطریقة نفسها فان اللغة المشددة للمهرجان البدائی تنشطر الی علوم و تاریخ و لاهوت و قانون و علم و اقتصاد و أقسام مناسبة أخری من الرأسمال الحضاری.
و لکن هذه الاقسام لیست أجزاء مستقلة محکمة الاغلاق،اذ أن تطور الواحدة منها یؤثر فی الاخری و کذلک لغتها المحکیة، و یتم ذلک علی نحو مشترک و مستمر،لانها جمیعا متجذرة فی العقدة المتطورة للحیاة الاجتماعیة الواقعیة.
و کما یتغرب الانسان بفعل عنف الرقص و صرخات الموسیقی و الایقاع المغناطیسی للشعر عن الی العالم الفانتازی الذی تتواجد فیه هذه الاشیاء علی نحو فانتازی.
و منه فان الفن قد انفصل تماما عن العمل و علی نحو مطلق،و هذا قد أدی الی نتائج وخیمة لکلیهما،و لا یمکن اصلاح ذلک الا بانهاء وجود الطبقات."