ملخص الجهاز:
"و قد اثبت انتصار الاتراک هذه الحقیقة ایما اثبات فکان منشطا لشعوب الشرق، مقویا لایمانها،مؤملا لها بفرح قریب باذن الله أی مشهد أدعی الی التعجب و الهزء باسالیب السیاسة من تقرب الدول الیوم من مصطفی کمال و اذعانها لرغباته بعد ان حالفه النصر-و قد کانت من زمن غیر بعید،اذ کان مصیره موضعا للشک،تنبذه و تناهضه و تعده ثائرا و تتوعده بکل شر و وبال؟هل من لوم علی الشرقیین اذا أساؤوا الظن بالغربیین و اتهموهم بعبادة إله العنف و الشدة؟لقد عمل الغربیون أنفسهم علی انتزاع کل عاطفة ولاء و احترام من قلوب أبناء الشرق.
و لکن لا یبرح من الذهن ان البلشفیة لا تفعل ذلک حبا بالشعوب الشرقیة أو احقافا للحق کما تدعی فانما غرضها الاول مناوأة الدول الراسمالیة الغربیة و قد وجدت انه فی امکانها بلوغ غایتها عن طریق آسیا فاتخذت الخطة التی نری آثارها الانت فاذا اجملنا هذه العوامل رأینا ان العالم الاسلامی الان تحت تأثیر أربعة عوامل رئیسیة اثنان یعملان من الداخل و اثنان من الخارج أما العاملان الداخلیان فهما: 1-العصبیة أو الجامعة الدینیة2-العصبیة او الجامعة القومیة الوطنیة و اما العاملان الخارجیان فهما: 3-الاستعمار الاوربی4-البلشفیة الروسیة هذه هی العوامل التی تتنازع الشعوب الاسلامیة الیوم ؟؟؟ یتغلب فی النهایة؟ المستقبل نحن فی عصر لم یعد فیه للدین ذلک الشأن الذی کان له فی الحیاة السیاسیة.
فکما اتضح للدول الصغیرة التی أوجدتها الحرب فی اوربا انه لا غنی لها عن التحالف للحیلولة دون مطامع الدول العظمی و حفظ الموازنة فی العالم السیاسی فألفت«الاتحاد الاصغر»و«الاتحاد البلطیقی»و غیرهما کذلک سیأنی یوم تتحالف فیه الشعوب الشرقیة المتجاورة تعزیزا لمرکزها و حفظا لاستقلالها و تسهیلا لما بینها من العلاقات المادیة و المعنویة و الی ان یتم تحقیق هذا الحلم یجب علی الشعوب الشرقیة ان تعمل علی التخلص من سطوة الاستعمار الغربی معتمدة علی نفسها فی المقام الاول."