الورقة الأخیرة: خواطر مسرحیة المتفرقات

"فان فرق الأقالیم أشد حاجة و أکثر أهمیة من فرق‌ العاصمة علی هذه الفرق سوف نعتمد فی استنبات المواهب الجدیدة لخدمة مسارح الجمهوریة کلها بما فیها العاصمة و الأقالیم. و بعد هذه البدایة المشرفة المبشرة،بدأت فرقة الاسکندریة المسرحیة تتعثر،فتخلت مؤسسة المسرح عن اعانتها و توجیهها،وانفرد بالأمر فیها بعض الاداریین لا صلة لهم بالفن أو المسرح، و منهم من یتصور أن مقیاس النجاح الوحید هو ایراد الشباک،و من ثم بدأت الفرقة تقدم-بعد «جورکی»و«الکیم»-بعض الفودفیلات المبتذلة،ثم استعانت بعبد المنعم مدبولی‌ خبیر«الزغزغة»المسرحیة،و یبدو أن أولئک الاداریین لم یرضوا عن المحاولات الجادة التی‌ بذلها نبیل الألفی للأرتفاع بمستوی ما تقدمه الفرقة،فاتفقوا مع یوسف و هبی علی اعادة تقدیم‌ بعض مسرحیاته القدیمة مثل«عریس من أستامبول»و«المهرجان الکبیر».. فانشاء هذه‌ الفرقة کان ضرورة نستشعرها جمیعا منذ انشائه،و أذکر أنی قلت منذ عامین و أنا أستعرض أعمال‌ هذا المسرح فی موسمین«ان لکل مسرح فی بلادنا أو فی الخارج فرقة ثابتة من الممثلین، قد تستعین الی جانبهم الضیوف من الخارج أو من الفرق الأخری،الا مسرح الجیب،فلعله‌ المسرح الوحید فی العالم الذی یستضیف کل ممثلیه من الخارج،و هو وضع یتطلب علاجا سریعا حاسما."