ملخص الجهاز:
"عمل قد یغری-لأنه کبیر و کثیر-بالتهرب من مواجهته و حمله،التماسا للراحة و لو علی المهانة-بعلل مخدوعة تذهب من النقیض الی النقیض أما بالازراء بالنفس فتقول ان هذا الجهد یفوق طاقتنا،فنثبط الهمم،و اما بفرط المباهاة بالنفس، و بدلا من ترکیز کل نشاط علی انجاز الواجب المرسوم نغرق فی بحور من الاحلام و الامانی و نکسر بذلک قدرتنا علی العمل الجاد المستیقظ،کلا النقیضین آفة ینبغی التنبیه لها لکشفها و محاربتها بلا هوادة.
لا یزال أمامنا أن یعرف الحکم المحلی-مستقلا و معانا-کیف یجر الیه أمواجا من تیار الثقافة المتدفق فی العاصمة،یکاد یکون منحبسا بها، لتشیع وحدة فکریة و شعوریة بین أفراد الشعب کله،و یتاح الکشف عن المواهب المخبؤة و المضیعة و تتجمع صورة فنوننا الشعبیة حین یعمها النور، الریف و البنادر حتی الکبیرة بل کثیر من المدن الرئیسیة لا تزال محرومة من المطبعة،من المجلة، من المسرح الیس من العجیب ان عاصمة کالاسکندریة و بها جامعتها و اذاعتها لا تزال بلا مجلة لها أو صحیفة و میة،لا دهشة اذا شابهتها أسیوط، فلننثر المطابع فی أرجاء الوادی کما نثرنا المصانع."